responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 27

وبعد هذا أصبح ما تبقّى من القرن التاسع عشر الى أواسط القرن العشرين عصر ظهور الأفكار القومية و العنصرية و الوطنية وتكاملها، في‌ا لمجتمعات الأُوروبية. إنّ الإتّجاهات الاشتراكية أو المحافظة في أُوربا وإن كانت على الصعيد الاجتماعي والسياسي قد تركت في أفكار المثقفين آثاراً كثيرة، ولكنّ ألوان العنصريات والقوميات في‌د ول أوربا كانت شديدة حادّة الى درجة أنّها كانت تجعل سائر الألوان فيها سواء الليبرالية والكنسروية والاشتراكية الماركسية- تحت أشعتها خافتة باهتة. وهذه القوميه في الأُمم الأُوروبية هي التي ظهرت بصورة عنصرية متطرّفة فأشعلت نيران حربين عالميتين. وأكثر من ذلك، فإنّ القومية الأُوروبية هي التي صادقت على استعمار الأُمم الشرقية والإفريقية والأمريكية الجنوبية وفسّرتها تفسيراً جميلًا، بالرغم من أنّها هي التي كانت ترفع شعارات الحرية والمساواة لأفراد نوع الإنسان! وحتى أنّ القرن التاسع عشر والنصف من القرن العشرين أو قُلْ عهد شدّة الاستعمار وحدّته في آسيا وإفريقيا، كان يعاصر اتّساع نطاق الأفكار القومية للأُمم الغربية.

وإنّ كتّاب ومحقّقي الغرب على أساس من نفس هذه الأفكار، يسمّون النهضات والحركات في الأُمم الأُخرى أيضاً باسم: الحركات القومية، وأنّ المثقفين والمفكّرين الشرقيّين والإفريقيّين باستحياء من نفس القاموس الفكري والثقافي الغربي أيضاً، يقبلون هذا العنوان وهذه التسمية لحركات شعوبهم، وهم يردّدون لأُممهم تلك المقاييس نفسها التي حدّدها الغربيون لامتياز أُممهم وافتراقها بعضها عن بعض. إنّ القومية والعنصرية في الدول الغربية وإن كانتا بعد الحرب العالمية الثانية قد تركتا مكانهما- وعلى الأقل في المستوى الاقتصادي والاستعماري وفي بعض موارد النظم الاجتماعية- لاتّحادات أو إتّجاهات إقليمية أو قطرية، ولكنّهم مع ذلك يحاولون في دول أُوربا الغربية وأمريكا الشمالية أن يدعوا السيّاح والطلاب الشرقيّين‌

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست