responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 251

وقد عبّر عن هذا، المولوي المثنوي الرومي إذ قال (ما تعريبه):

«إنّ صوت الناي من نار الغرام ...

إنّ لون الخمر من نار الغرام ...

إنّ صوت الناي نار لا هواء ..

لا يكن من لم يكن ذا النار فيه»!

وقد أخطأ الدكتور المعين هنا نفس الخطأ الذي أشرنا إليه من ذي قبل، إذ التبس عليه الأمر بين الشرك في العبادة والشرك في الخالق، فتخيّل، أنّ الذي يعبد يجب أن يكون له مقام في الخلق والإيجاد، وحيث أنّ المجوس لايقولون بهكذا مقام للنار فليسوا مشركين. بينما لو كان الأمر كذلك لم يكن عرب الجاهلية أيضاً مشركين؛ إذ لم يكونوا يعملون للأصنام شيئاً سوى ما ينبغي أن يكون لله أي الصلاة وتقديم القرابين، ولم يكونوا يرون أنّ هبل أو عُزّى أو غيرها أرباب انواع مستقلة في الربوبية. والخطأ الآخر الذي وقع فيه الدكتور هو زعمه أنّ الشي‌ء لو كان مفيداً جداً فلابدّ من عبادته وتقديسه! ...

إنّ قياس تقديس النار بالتوجه الى الكعبة حين الصلاة قياس باطل؛ إذ ما من مسلم- مهما كان عامياً- يخطر بباله وهو يقف الى الكعبة للصلاة أنّه يريد أن يعظّم بها الكعبة و يقدسها، والإسلام حينما قرر أن تكون الكعبة قبلة لم يقصد أن يقدّس الناس الكعبة حين الصلاة، بل الكعبة في جعلها قبلة ليست إلّا مثل نقطة الجنوب لو قيل للمسلمين أن يقفوا إليها للصلاة، فلا مفهوم لهذا أو ذاك سوى الأمر بأن يكون لهم حين الصلاة وضع واحد. وليس في الإسلام ما يشير الى أنّ هناك بين الله والكعبة علاقة وجودية خاصة، بل قد علّم القرآن المسلمين عكس ذلك إذ قال: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ‌[1] إذن فالوقوف الى الكعبة ليس إلّا لحكمة وفلسفة اجتماعية، هي: اتحاد المسلمين في الجهة التي يختارونها حين عبادتهم، وعدم تفرقهم في‌


[1] سورة البقرة: 115.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست