responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 250

إنّ التوحيد في الذات والخالقية لايلازم التوحيد في العبادة أبداً؛ فقد كان عرب الجاهلية يوحدون الله ويشركون به في العبادة: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‌[1] ولم يكونوا يذعنون بأنّها هي خالقة السموات والأرض وإنّما كانوا يخضعون لها بالعبادة. وليس عرب الجاهلية فقط بل أكثر عبّاد الأصنام في العالم ... وعلى هذا فلو افترضنا أن دين زرادشت دين توحيدي بالنظر الى التوحيد الذاتي والأفعالي، لم يكن معنى ذلك أن نراه توحيدياً من حيث العبادة أيضاً.

إنّ عبادة الزرادشتيين كانت منذأ قدم الأيّام في معابد النيران وفي محضرها، فما هي حقيقة هذه العبادة؟ هل أنّهم يعبدون أهورامزدا في محضر النيران؟ أم النار نفسها؟ إنّ العربي الجاهلي كان يقول: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ‌[2] وفي الوقت نفسه كان يقرّ بعبادته لها فيقول: ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‌ ...[3].

يقول الدكتور معين:

«إنّ المسلمين الإيرانيين كانوا يدعون الزرادشتيين: عبَدة النار، نظراً الى تقديسهم للنار. في حين لم تكن النار عندهم آلهة خاصة أو ربّ نوع من أرباب الأنواع كما كان كذلك لدى الفرس قبل زرادشت. بل إنّما كانت النار محراباً لهم كما تكون الكعبة قبلة للمسلمين»[4].

ويقول أيضاً:

«إنّ النار تكمن في جميع الموجودات الطبيعية، وإنّ جوهر حياة البشر وجميع الأحياء هي تلك الحرارة الباطنية أو الغريزية، وإنّ النار لهي منبع جميع النشاطات الإنسانية ... بل هي موجودة معنوياً حتى في النباتات والجمادات أيضاً ...


[1] سورة لقمان: 25.

[2] يونس: 18.

[3] الزمر: 3.

[4] بالفارسية: مزديسنا وأدب پارسي.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست