نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 226
وأما توحيد
الصفات: فهو عبارة عن القول بأنّ صفاته عين ذاته، فهو العلم والقدرة والحياة
والنور؛ إذ من لوازم وجوب وجوده وسرمديته عدم افتراض عروض شيء عليه وعدم افتراض ثان
غيره في رتبته. وبعبارة أُخرى: أنّ من لوازم كمال ذاته القول بأنّ صفاته عين ذاته؛
إذ القول بكون صفاته غير ذاته يستلزم محدودية ذاته، وإنّما يفترض القول بمغايرة
الصفات للذات في الأشياء المحدودة.
وأما
توحيد الأفعال: فهو عبارة عن القول بأن الفاعل والمؤثر الحقيقى في نظام الموجودات
ليس إلّا هو سبحانه، وأنّ كل فاعل إنّما يؤثر بفاعليته ومؤثريته ومشيئته وإرادته؛
إذلا استقلال لأي موجود مادي أو مجرد، مريدغير مريد، وإنّ نظام العلّية هو المجرى
الطبيعي لإرادة الله ومشيئته. فالوجود له ولا شريك له وَ
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ
شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ
تَكْبِيراً[1].
و
أمّا التوحيد في العبادة: فهو يرتبط بعلاقة العبد بربه، ويعني كما أنّ الله واحد
في ذاته وصفاته وأفعاله كذلك يجب على العبد إنّ لا يعبد رباً سواه ولايستعين
بسواه: وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ[2].
والذي
لا شكّ فيه أنّ زرادشت كان يدعو الى التوحيد في العبادة فأهورامزدا وحده الذي يدعو
الى عبادته زرادشت، وهو اسم يطلقه زرادشت على خالق الإنسان والعالم وحده، وكان
ينهى الناس عن عبادة الجن والشياطين «ديوها» ويرى نفسه رسولًا من قبل أهورامزدا
فقط.
وينكر
الدكتور معين أن يكون الآريّون قبل زرادشت يعبدون القوى الطبيعية الضارة أو الجن
والشياطين والأرواح الشريرة «ديوها» ويدعى أنّهم كانوا يعبدون في