الزمان الأسبق. والطريقة الأُخرى: (الكيومرثية) الذين كانوا يعتقدون بأنّ أهريمن ليس له إستقلال في الوجود بل إنّما وجد هذا حينما شكّ أهريمن في عمله!. وكان بين الزروانيين و الكيومرثيين و بين الزرادشتيين المزديسنيين اختلاف شديد بحيث كان هذا الخلاف قد أخذ جانب الحقد والعداء بينهم وحيث كان الأجانب يستفيدون من هذا الخلاف القائم بينهم ..

وكان في إيران إذّاك- ما عدا الزرادشتيين- خمس فرق أُخرى لم يكونوا يختلفون مع الزرداشتيين والزروانيين والكيومرثيين فحسب بل كانوا يختلفون فيما بينهم أيضاً:

الفرقة الأُولى: يهود إيران، الذين كانوا قد انطلقوا من سبى بابل على أثر فتح كوروش لبابل، وقد جاء جمع منهم الى إيران وسكنوا في جنوبها ومغربها أي خوزستان وأكباتان، وقد زاد عددهم على عهد الساسانيين وتوغلوا داخل إيران حتى تجمّع عدد كبير منهم بإصبهان.

الفرقة الثانية: نصارى إيران، الذين كانوا من أوائل عهد النصرانية في دور الأشكانيّين قد اعتنقوا دين الرهبان، وهم من سكنة النواحي الغربية في إيران أيضاً، وقد بنوا لأنفسهم كنائس معتبرة في النواحي الشرقية والغربية من نهر الفرات، وقد اختاروا لأنفسهم طريقة خاصة تعرف ب- (النسطورية). وقد توغلوا شيئاً فشيئاً في داخل إيران الى أقصى نواحي الشمال الشرقي لإيران مما وراءالنهر وقد توغلوا من هناك الى الصين ..

الطريقة الثالثة: طريقة المانوية، التي ظهرت حوالي عام 228 للميلاد، وقد تقدمت في إيران تقدماً سريعاً وكبيراً؛ حيث كانت الطريقة ساذجة بسيطة لاعلائق لها ولاعوائق، وكان أكثر سعى المانويين في تزكية النفوس وتطهيرها باطناً وظاهراً وتصفية الأخلاق، وكان للمانوية جذبات عرفانية وتجريدية خاصة، وكانت المانوية أكثر الأديان القديمة عناية بالجمال والرفاه معنوياً ومادياً؛ لذلك أسرع الإيرانيون في‌