نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 173
ومن أجل أن
نصل الى النظام الفكري والعقائدي لذلك العهد يجب أن نرى ماذا كان الدين الرسمي
لإيران إذّاك؟ بل ماذا كان في إيران من أديان ومذاهب؟
الأديان
والمذاهب
لم
يكن يسود إيران إذّاك الدين الزرادشتي فقط على الرغم مما يبدو في بادئ الأمر، نعم
إنّه كان الدين الرسمي للدولة إلّا أنّه كان معه أديان لأقليات أُخرى كثيرة، سواء
الأديان التي كانت تختلف مع الزرادشتية في أصل نبوّة زرادشت والمذاهب التي كانت
ترى زرادشت نبيّاً فكانت تُعدّ فروعاً ومذاهب للزرادشتية.
ويرى
المرحوم سعيد نفيسي: أنّ أهمأسبابتردّي الأوضاع الاجتماعية والسياسية في إيران
على عهد الساسانيين هو عامل الاختلافات الدينية والمذهبية، ويدّعى أنّ
الإجحافالذي كان يعمله الموابدة الزرادشتيون كانعاملًا مهمّاً لظهورهذه المذاهب
المختلفة من الدين الزرادشتي، وظهور السخط والكراهية للدين أو للمذهب الرسمي
للدولة؛ ويقول:
«...
كان لرجال الدين: الموابدة والهرابدة صلاحيات مخولة غير محدودة لا سيما الموابدة
والأئمّة الكبار: (موبدان موبد) بناءً على المقررات السياسية لذلك العهد لدى
البلاط الساساني، وقد كان لهم حقّ النقض والنسخ والجرح والتعديل والتفسير في
الأحكام المدنية أي الزواج والإرث والملكية! وكان كلّما ترسخت الحضارة الساسانية
يضاف الى قدراتهم و اختياراتهم. وكان شعب إيران كلّما يرى ضغطاً وعدواناً عليه
يبرأوينفر من هؤلاء أكثر فأكثر، ويحاول أن يطلق كاهله من تحت هذا الحمل الثقيل مما
يكرهه ويسخطه. ولهذا ظهر أمام الطريقة (المزديسنية) الزرادشتية التي كانت الطريقة
الرسمية لدينالدولة والبلاطوالتي كان يقال لها (بهدين) أي: الدين الأحسن! طريقتان
أُخريان في الزرادشتية: إحداهما: (الزروانية) الذين كانوا يعتقدون بأنّ أهورامزدا
وأهريمن موجودان من موجود أقدم وأعظم يقال له: (زروان اكرنو) أي:
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 173