هذ البحث- على الأقل- لمن كان له أدنى تخصص فيه! وقد بحثت أنا في كتاب «الإنسان والقدر»[1] حول القضاء والقدر بمفهومهما الإسلامي وتأثيرهما أو عدم تأثيرهما في انحطاط المسلمين، بما كان يلزم من البحث حول هذه المسألة. وقد طبع ذلك الكتاب وهو في متناول أيدي قرّاء هذا الكتاب.

وفي الكتب الدراسية الابتدائية والثانوية يدعى الى هذه الفكرة أيضاً قليلًا أو كثيراً، وقلما نجد كتاباً كلاسيكياً ورد هذا البحث ولم يدع الى هذه الفكرة! ونحن ننقل هنا نموذجاً عن كتاب دراسيّ ثانوي ونكتفى به:

جاء في كتاب الجغرافيا للسنة الثانية الثانوية تحت عنوان: جغرافية إيران الإنسانية، مايلي:

«إنّ‌تأسيس كليةالطب: «جندي شابور» في خوزستان إيران على عهد الساسانيين، لممّا يرينا إقبال الإيرانيين على المسائل العلمية جيداً. ونحن نقطع بأنّه قد دوّنت على أيدي الإيرانيين كتب ورسائل قيمة ثمينة إذاك، ولكنها ضاعت- مع الأسف- على أثر حملة الأجانب، ولم يبق منها اليوم سوى أسامي بعضها. لقد كان لسلطة العرب على إيران آثار عميقة في حياتنا العلمية والأدبية؛ فإنّها من ناحية طغت على القسم الأكبر من آثارنا العلمية والأدبية والفنية والفنون الجميلة فمحتها وأفنتها، ومن ناحية أُخرى فرض هؤلاء الغزاة الفاتحون لغتهم وخطهم بحيث أخذ كثير من علماء إيران ينشرون كثيراً من آثارهم العلمية والأدبية باللغة العربية كابن المقفّع والرازي وابن سينا والبيروني والفارابي والغزالي والخيام. ووجدت اللّغة الفارسية اعتبارها حينما حصلت دولتنا على استقلالها السياسي على اثر الجهاد البطولي الذي قام به الإيرانيون منذ القرن الثالث الهجري، وأخذ كثير من خطبائنا و كتابنا المتكلمين يشكّلون بروافدهم الأدبية ينبوعاً فياضاً لأدب العالم الإنساني، من أمثال: رودكي والفردوسي والخيام‌

[1] نقل هذا الكتاب الى العربية: العلامة الشيخ محمّد على التسخيرى حفظه الله.