responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 149

وسادسة يقولون: إنّ الفرس أرادوا أن يدافعوا عن حكومتهم آنذاك ولكنّهم رجحوا أن يسحبوا أنفسهم من ميدان الحركة فيقفوا الى جانب وقفة المتفرّج ليروا الى اين تنتهى عواقب الأُمور. يا له من هوان وفقدان غيرة! ونحن إن وافقنا هؤلاء الكتاب المحدّثين، كانت الأُمّة الفارسية- كما يقول هؤلاء أهون أُمم العالم وشعوبه؛

وذلك لأنها- كما يزعمون- تركت خطّها واتّخذت الخط العربي خوفاً! واهتمت باللغة العربية أكثر من لغتها هي، فألفت لها الكتب ونظمت لها القواعد و القوانين خوفاً! وعلّمت أبناءها العربية بدلًا عن الفارسية خوفاً! وأدخلت المفاهيم الإسلامية في طى أدبها الفارسي‌خوفاً! وتركت دينها ودخلت‌في‌دين‌الله أفواجاً خوفاً! ولم تدافع عن حكومتها المحبوبة لديها خوفاً! ولم تدافع عن دينها المحبوب خوفاً! وباختصار: فإنّ كل ما ظهر في تاريخ هذه الأُمّة طوال أربعة عشر قرناً من الزمان إنّما كان- كما يقول هؤلاء- نفاقاً ورياءاً وخوفاً وجبناً وخسّة ودناءة!! وأن الشي‌ء الذي لم يكن له أي وجود في تاريخ هذه الأُمّة إنّما هي المعرفة والاختيار وطلب الحقائق والإيمان بها!

نعم؛ هكذا يحطّم هؤلاء معنويات أُمتهم من حيث يريدون أن يدافعوا عنها!

والذي يقرأ هذا الكتاب يتبيّن له أنّ ما يقوله هؤلاء إنّما هو فرية وتُهم موجّهة الى الأُمّة الفارسية، ويعلم أنّ هذه الأُمّة إنّما صنعت ما صنعت بمعرفة واختيار، وأنّها كانت صادقة وصريحة لا كاذبة ولا منافقة، وأنّها كانت شجاعة قوية لا خائفة جبانة، وأنّها كانت تتحرى‌الحقائق ولاتتأثر بالحوادث العابرة، وأنّها كانت أصيلة لا خاوية ... وأن الفارسي الإيراني سيحافظ على علاقته هذه بالإسلام الصحيح، بل يحاول الانشداد الى الإسلام كل يوم أكثر من ذي قبل ...

***

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست