نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 464
نبّه على صدق
قوله:و لم يؤمر بذلك.بقوله تعالى «وَ لاٰ تَنْسَوُا الْفَضْلَ
بَيْنَكُمْ» فإنّه يفيد الندب إلى بذل الفضل من المال و ذلك ينافي الأمر بالبخل .
الثالثة:
أنّه تعلو فيه
درجة الأشرار و تستذلّ الأخيار.
الرابعة:
و يبايع فيه
المضطرّون :أى كرها لأئمّة الجور.و نبّه على قبح ذلك بنهى الرسول صلّى
اللّه عليه و آله.
441-و قال عليه السّلام:
يَهْلِكُ فِيَّ
رَجُلاَنِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ بَاهِتٌ مُفْتَرٍ قال الرضى:و هذا مثل قوله عليه
السّلام:يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُبْغِضٌ قَالٍ
[المعنى ]
فالمحبّ المطرى
بكثرة المدح كالغلاة هم في طرف الإفراط،و الّذى يبهته و يفترى عليه بأنّه كافر و
مخطئ كالخوارج هم في طرف التفريط.و كلاهما رذيلتان خارجتان عن فضيلة العدل فيه.و
قد علمت أنّ الرذائل مهاوى الهلاك الاخروىّ.
و هاتان الكلمتان
على و جازتهما في غاية الشرف،و عليهما مدار العلم الإلهى.
و الكلمة الاولى
أجلّ كلمة ربّى بها على التوحيد و التنزيه،و قد بيّنها مفهومها في أوّل الخطبة
الاولى من الكتاب.و جملة القول فيها هاهنا أنّه لمّا كان الوهم إنّما يدرك المعاني
الجزئيّة المتعلّقة بالمحسوس و لا بدّ أن يستعين في إدراكه و ضبطه بالقوّة
المتخيّله حتّى يصوّره و يلحقه بالامور المحسوسة و كان البارى تعالى منزّها بمقتضى
العقل الصرف عن المحسوسات و ما يتعلّق بها لا جرم لم يجز أن يوجّه الوهم في تصوّره
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 464