نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 277
امرأة تزيّنت و
تعرّضت لوصوله إليها مع كونها مكروهة إليه.فخاطبها بهذا الخطاب.
و إليك:من أسماء
الأفعال:أى تنحّى.و عنّى متعلّق بما فيه من معنى الفعل.و استفهامه عن تعرّضها به و
تشوّقها إليه استفهام استنكار لذلك منها و استحقار لها و استبعاد لموافقته إيّاها
على ما تريد.و لا حان حينك:أى لا قرب وقتك:أى وقت انخداعى لك و غرورك لي.و
قوله:هيهات:أى بعد ما تطلبين منى. كناية ثمّ أمرها بغرور غيره و هو كناية
عن أنّه لا طمع لها في ذلك منه لا أنّه أراد منها غرور غيره و هذا كمن يقول لمن
يخدعه و قد اطّلع على ذلك منه:اخدع غيرى:أى أنّ خداعك لا يدخل علىّ .ثمّ خاطبها خطاب
الزوجة المكرهة منافرا لها فأخبرها بعدم حاجته إليها.
كناية ثمّ أنشأ
طلاقها ثلاثا لتحصل البينونة بها مؤكّدا لذلك بقوله:لا رجعة فيها.و هو كناية عن
غاية كراهيّتها،و أكّد طلاقها لميله عليه السّلام إلى ضرّتها الّتي هى مظنّة الحسن
و البهاء .ثمّ أشار إلى المعائب الّتي لأجلها كرهها و طلّقها و هى قصر
العيش:أى مدّة الحياة فيها،و يسير الخطر:أى قلّة قدرها و محلّها في نظره،ثمّ حقارة
ما يؤمل منها.ثمّ تأوّه من امور:
أحدها:قلّة الزاد
في السفر إلى اللّه تعالى،و قد علمت أنّه التقوى و الأعمال الصالحة.و هكذا شأن
العارفين في استحقار أعمالهم.
الثاني:طول
الطريق إلى اللّه و لا شيء في الاعتبار أطول 2ممّا لا يتناهى.
الثالث:بعد
السفر،و ذلك لبعد غايته و عدم تناهيها.
الرابع:عظم
المورد و أوّل منازله الموت،ثمّ البرزخ،ثمّ القيامة الكبرى.
«وَ
اللّٰهُ الْمُسْتَعٰانُ»
.و روي:و خشونة المضجع و هو القبر.
70-و من كلام له عليه السّلام
للسائل الشامى لما سأله:أ كان مسيرنا إلى الشام بقضاء من
اللّه و قدر؟