تذهب به،و
تسحبه،و تقرب منه النهس .و ثبّطه عن كذا :
شغله .
و مدار الفصل على منافرته و توبيخه.
فقوله:أمّا
بعد.إلى قوله:فراستى:أى مضعّف رأيى و فراستي فيك لغلبة ظنّي أنّ مكاتبتك و جوابك
لا فايدة فيه . تشبيه ثمّ شبّهه في محاولته أمر الشام و ما يخدعه من جعل أمر
الخلافة فيه بعده و مراجعته السطور أى الكتب في ذلك بالمستثقل في النوم ،الغريق
فيه ،و انتصب السطور بحذف الجارّ إمّا في أو الباء،و أشار إلى وجه الشبه
بقوله:تكذبه أحلامه.و أراد أنّ تخيّلاته و أمانيه في وصول هذا الأمر إليه تخيّلات
كاذبة صادرة عن جهل غالب كالأحلام الكاذبة للمستغرق في نومه إذا استيقظ لم يجدها
شيئا، تشبيه و كذلك شبّهه بالمتحيّر القائم ،و أشار إلى وجهه بقوله:يبهظه.
إلى قوله:عليه.و
بيانه أنّ معاوية مجدّ في هذا الأمر متحيّر في تحصيله متهوّر في طلبه مع جهله
بعاقبة سعيه هل هى خير أو شرّ كالقائم المتحيّر في الأمر يتعب بطول مقامه و لا
يعرف غايته من قيامه.ثمّ لم يرض له بذلك التشبيه بل زاد مبالغة في غفلته و نومه في
مرقد طبيعته و حيرته و قال:و لست به:أى و لست بهذا شبيها فيكون هو أصلا لك في
الشبه غير أنّه بك شبيه:أى إنّك أصل له في ذلك الشبه .
ثمّ أقسم لولا
بعض الاستبقاء:أى للامور المصلحيّة لوصلت إليه منه قوارع.و أراد شدائد الحرب،و
كنّى عن شدّتها بكونها تقرع العظم و تهلس اللحم .ثمّ أعلمه في معرض توبيخه أنّ الشيطان
قد ثبّطه عن مراجعة أحسن اموره و هو الدخول في طاعته و ترك الفتنة و أن يأذن أى
يصغى اذنه لمقال نصيحة.و هو جذب له إليهما
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 230