نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 229
زيدا يموت فيه لم
يمكن أن يموت زيد دونه لأنّ ذلك يستلزم انقلاب علم اللّه جهلا و أنّه محال.
الثانية:و لا مرزوق ما ليس له
:أى ما علم
اللّه أنّه ليس رزقا له فمحال أن يرزق إيّاه لما بيّناه .
الثالثة:أعلمه أنّ الدهر يومان:
يوم له و هو
اليوم الّذى فيه المنافع كاللذّة و كمالاتها،و يوم عليه و هو ما يكون عليه فيه
المضرّة كالألم و ما يستلزمه و ذلك معنى كون الدنيا دار دول كما قال تعالى «وَ تِلْكَ
الْأَيّٰامُ نُدٰاوِلُهٰا بَيْنَ النّٰاسِ» 1.
الرابعة:أعلمه بأنّ ما كان له من خير
الدنيا أتاه على ضعفه
و إن كان أمرا
كبيرا لعلم اللّه سبحانه بأنّه يصل إليه،و كذلك ما كان عليه من شرّها لم يتمكّن من
دفعه و إن كان قويّا.و ذكر الضعف و القوّة ليعلم استناد الأمور و الأرزاق إلى
مدبّر حكيم هو مفيضها و مبدء أسبابها و ناظم وجودها و مقسّم كمالاتها و معطى كلّ
منها ما استعدّ له من خير أو شرّ.فقد يحصل الضعف للحيوان و يرزق رزقا واسعا و يكون
ضعفه من الأسباب المعدّة لسعة رزقه،و بالعكس قد تحصل له القوّة فتكون من أسباب
الحرمان. «وَ اللّٰهُ مِنْ وَرٰائِهِمْ مُحِيطٌ» و «هُوَ
الرَّزّٰاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» .