نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 121
يوما .و المناظرة : المحافظة و
المراقبة .و التدابر : التقاطع و التعادى .و المثله التنكيل .
و قد أوصاهما بأمور:
أولها:تقوى اللّه
الّتي هى رأس كلّ
خير.
الثاني:
استعارة الزهد في
الدنيا،و أن لا يريداها و إن أرادتهما:أى أقبلت عليهما بما يعدّ فيها[عنها
خ]خيرا،و استعار لفظ البغية لها باعتبار سهولتها عليهما عن توافق أسباب خيرها لهما
فهى بذلك الاعتبار كالطالبة لها .
الثالث:أن لا يأسفا على ما قبض و
غيّب عنهما
من خيراتها و هو
من لوازم الزهد الحقيقىّ فيها.
الرابع:أن لا يقولا إلاّ الحقّ
و هو ما ينبغي
قوله من أوامر اللّه و نواهيه، و أن يعملا لأجر الآخرة:أى يكون أقوالهما و
أعمالهما مقصورة على هذين.
الخامس:أن يكونا للظالم خصيما و
للمظلوم عونا،
و ذلك من لوازم
قول الحقّ و العمل له.إذ من كان على حاقّ العدل لابدّ أن يجانب الظالم المنحرف إلى
طرف الجور و يخاصمه ليردّه إلى فضيلة العدل فيكون حينئذ عونا للمظلوم .
ثمّ عاد مؤكّدا لوصيّتهما مع جميع
ولده و أهله و من بلغه كتابه من عباد اللّه بتقوى
اللّه مكرّرا لها و مردفا بأوامر اخرى:
أحدها:صلاح ذات البين
و ذات كناية عن
الحالة الموجبة للبين و الافتراق.
و قيل:هى الحالة
بين الرجلين و القبيلتين أو الرجل و أهله.أمر بإصلاح ما بينهما من فساد.و
قيل:يحتمل أن يريد بالبين هنا الوصل،و بالذات النفس:أى أصلحوا نفس وصلكم من فساد
يقع فيه.و قيل:إنّ ذات هنا مقحمة زائدة،و نحوه قوله تعالى «فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ أَصْلِحُوا
ذٰاتَ بَيْنِكُمْ» 1و صلاح ذات
البين من لوازم الالفة و المحبّة في اللّه،و هى فضيلة تحت العفّة.و رغّب في ذلك
بما رواه سماعا عن
1)
8-1.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 121