أقول:يقال: جبهته
بالمكروه : إذا استقبلته به .و عضهته عضها :
رميته بالبهتان و الكذب .و الفاقة و البؤس و الفظع : الشدّة .
[المعنى ]
و قد أمر عليه
السّلام بأوامر بعضها يتعلّق بأداء حقّ اللّه تعالى و بعضها يتعلّق بأحوال الرعيّة
و الشفقّة عليهم لغاية نظام حالهم و تدبير امورهم.فالّذي يتعلّق بحقّ اللّه تعالى
أمران:
أحدهما :أن يتّقيه
فيما يسرّ من اموره و يخفى من أعماله و هى التقوى الحقّة المنتفع بها.
و قوله:حيث.
إشارة إلى موضع
إسرار العمل و إخفاء الامور.و أتى بقوله:لا شهيد غيره و لا وكيل دونه في معرض
الوعد له و التخويف باطّلاعه تعالى على سرائر العباد و خفيّات أعمالهم و تولّيه
لها دون غيره.و نبّه بكونه هو الشهيد دون غيره على عظمته مع الردّ لما عسى أن يحكم
به الوهم مطلقا من أنّ السرائر و الامور الخفيّة لا يطّلع عليها غير من هى له.
الثاني :أن يوافق في
طاعته للّه تعالى بين ما أظهره و ما أبطنه،و يخلص أعماله الظاهرة من الرياء و
السمعة،و ذلك قوله:و أمره أن لا يعمل.إلى قوله:فيما أسرّ.و-ما-في قوله:فيما.بمعنى
الّذي و يحتمل أن تكون مصدريّة.و فيما ظهر:
أى للناس من طاعة
اللّه.
و قوله:و من لم
يختلف.إلى قوله:العبادة.
ترغيب له فيما
أمره به من عدم اختلاف السريرة و العلانية و الفعل و القول
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 4 صفحه : 416