أقول: الدهقان : معرّب يحتمل
الصرف إن كان نونه أصليّة و إلاّ فلا ينصرف للوصف و الألف و النون الزائدتين .و القسوة : غلظ القلب و
شدّته .و أقصاه : أبعده .
و الجفوة : ضدّ البرّ .و الجلباب : الملحفة .و المداولة : تقليب كلّ واحد
من القسوة و الرأفة على الآخر و الأخذ بكلّ منهما مرّة-من الإدالة و هي الإدارة- .
[المعنى ]
و المنقول أنّ
هؤلاء الدهاقين كانوا مجوسا.و لمّا شكوا إليه غلظة عامله فكّر في امورهم فلم يرهم
أهلا للإدناء الخالص لكونهم مشركين و لا إقصائهم لكونهم معاهدين فإنّ إدنائهم و
إكرامهم خالصا هضم و نقيصة في الدين،و إقصائهم بالكليّة ينافي معاهدتهم.
فأمره بالعدل
فيهم و معاملتهم باللين المشوب ببعض الشدّة كلّ في موضعه،و كذلك استعمال القسوة
مرّة و الرأفة اخرى و المزج بين التقريب و الإبعاد لما في طرف اللين و الرأفة و
التقريب من استقرار قلوبهم في أعمالهم و زراعاتهم الّتي بها صلاح المعاش و ما في
مزاجها بالشدّة و القسوة و الإبعاد من كسر عاديتهم و دفع شرورهم و إهانتهم
المطلوبة في الدين.و استلزم ذلك نهيه عن استعمال الشدّة و القسوة و الإبعاد في
حقّهم دائما و اللين و الرأفة و الإدناء خالصا، استعارة مرشحة و استعار لفظ
الجلباب
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 4 صفحه : 398