و كلّ من بايعه
الناس طائعين مخيّرين فلا يجوز لهم أن ينكثوا بيعته و يحاربوه للآيتين
المذكورتين.و في نسخه الرضى-رحمه اللّه-مستكرهين بكسر الراء بمعنى كارهين يقال
استكرهت الشيء أى كرهته.
و قوله :و اعلموا.إلى
قوله:المرجل.
إعلام لأهل
الكوفة باضطراب حال المدينة و أهلها حين علموا بمسير القوم إلى البصرة للفتنة و
غرض ذلك الإعلام أن يهتمّوا همّة إخوانهم المؤمنين.و قيل:
يحتمل أن يريد
بدار الهجرة دار الإسلام و بلادها، كناية و كنّى بقلعها بأهلها و قلعهم بها عن
اضطراب امورهم بها و عدم استقرار قلوبهم من ثوران هذه الفتنة ، استعارة و استعار
لفظ الجيش ملاحظة لشبهها بالقدر في حال غليانها فإنّ اضطراب الناس و حركاتهم من
هذه الفتنة يشبه ذلك،و كذلك نبّههم بذكر الفتنة و الحرب و قيامهما على القطب
ليستعدّوا لها و ينفروا إليها.و لذلك أردفه بالأمر بسرعة المسير إلى أميرهم يعني
نفسه و أن يبادروا جهاد عدوّهم،و ذكر لفظ القطب و قيامها عليه تنبيها به على
المقصود.و علمت أنّ وجه استعارة الرحى للحرب هو مشابهتها في دورانها على من تدور
عليه كما يشتمل دوران الرحى على الحبّ و تطحنه .و باللّه التوفيق.