responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 4  صفحه : 23

كقوله «إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ» 1و ما وصفهم به كقوله تعالى «إِذٰا جٰاءَكَ الْمُنٰافِقُونَ قٰالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّٰهِ» 2الآية دلّت على وصفهم بالكذب في مطابقة عقايدهم لألسنتهم في الشهادة بأنّه رسول حقّ و من كان يعتقد أنّه غير رسول فإنّه مظنّة الكذب عليه،و أئمّة الضلالةبنو اميّة،و دعاتهم إلى النار دعاتهم إلى اتّباعهم فيما يخالف الدين،و ذلك الاتّباع مستلزم لدخول النار،و الزور و البهتان إشارة إلى ما كانوا يتقرّبون به إلى بنى اميّة من وضع الأخبار عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في فضلهم و أخذهم على ذلك الأجر من اولئك الأئمّة و توليتهم الأعمال و الإمرة على الناس.

و قوله:و إنّما الناس.إلى قوله:إلاّ من عصم.

إشارة إلى علّة فعل المنافق لما يفعل فظاهر أنّ حبّ الدنيا هو الغالب على الناس من المنافقين و غيرهم لقربهم من المحسوس و جهلهم بأحوال الآخرة و ما يراد بهم من هذه الحياة إلاّ من هدى اللّه فعصمه بالجذب في طريق هدايته إليه عن محبّة الامور الباطلة،و فيه إيماء إلى قلّة الصالحين كما قال تعالى «إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ قَلِيلٌ مٰا هُمْ» و قوله «وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ» و إنّما قال:ثمّ بقوا بعده عليه السّلام.ثمّ حكى حالهم مع أئمّة الضلال و إن كانت الأئمّة المشار إليهم لم يوجدوا بعد إمّا تنزيلا لما لا بدّ منه من ذلك المعلوم له منزلة الواقع أو إشارة إلى من بقى منهم بعد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تقرّب إلى معاوية لأنّه إذن ذاك إمام ضلالة،و أشار إلى القسم الثاني بقوله :و رجل سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا لم يحفظه.إلى قوله:لرفضه، و ذلك أن يسمع من الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كلاما فيتصوّر منه معنى غير ما يريده الرسول.

ثمّ لا يحفظ اللفظ بعينه فيورده بعبارته الدالّة على ما تصوّره من المعنى فلا يكون قد حفظه و تصوّره على وجهه المقصود للرسول فوهم فيه و لم يتعمّد كذبا لوهمه فهو في يديه يرويه و يعمل به على وفق ما تصوّر منه و يسنده إلى الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ،و علّة دخول الشبهة على المسلمين فيه هى عدم علمهم بوهمه،و علّة


1) 4-144.

2) 63-1.

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 4  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست