نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 16
له المنذر:يا أمير المؤمنين و من يقتلهم
فداك أبى و امى؟قال:يقتلهم إخوان الجنّ و هم اجيل كأنّهم الشياطين سود ألوانهم
منتنة أرواحهم شديد كلبهم قليل سلبهم طوبى لمن قتلهم و طوبى لمن قتلوه ينفر
لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلّة عند المتكبّرين من أهل ذلك الزمان مجهولون في
الأرض معروفون في السماء تبكى السماء عليهم و سكّانها و الأرض و سكّانها ثمّ هملت
عيناه بالبكاء ثمّ قال:ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة من جيش لا رهج له و لا حسّ قال
له المنذر يا امير المؤمنين:و ما الّذي يصيبهم من قبل الغرق ممّا ذكرت،و ما
الويح،و ما الويل؟فقال:هما بابان فالويح باب الزحمة،و الويل باب العذاب يا ابن
الجارود نعم ثارات عظيمة منها عصبة يقتل بعضها بعضا،و منها فتنة تكون بها خراب
منازل و خراب ديار و انتهاك أموال و قتل رجال و سبى نساء يذبّحن ذبحا يا ويل أمرهن
حديث عجب منها أن يستحلّ بها الدجّال الأكبر الأعور الممسوح العين اليمنى و الأخرى
كأنّها ممزوجة بالدم لكأنّها في الحمرة علقة تأتى الحدقة كهيئة حبّة العنب الطافية
على الماء فيتبعه من أهلها عدّة،من قتل بالإبلّة من الشهداء أناجيلهم في صدورهم
يقتل من يقتل و يهرب من يهرب ثمّ رجف ثمّ قذف ثمّ خسف ثمّ مسخ ثمّ الجوع الأغبر
ثمّ الموت الأحمر و هو الغرق.يا منذر إنّ للبصرة ثلاثة أسماء سوى البصرة في الزبر
الأوّل لا يعلمها إلاّ العلماء منها الخريبة،و منها تدمر، و منها المؤتفكة يا منذر
و الّذي فلق الحبّة و برىء النسمة لو أشاء لأخبرتكم بخراب العرصات عرصة عرصة و متى
تخرب و متى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة، و إنّ عندى من ذلك علما جمّا و إن
تسألونى تجدونى به عالما لا أخطىء منه علما و لا وافيا، و لقد استودعت علم القرون
الأولى و ما كائن إلى يوم القيامة.قال:فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين:أخبرنى
من أهل الجماعة و من أهل الفرقة و من أهل السنّة و من أهل البدعة؟فقال:ويحك إذا
سألتنى فافهم عنّى و لا عليك أن لا تسأل أحدا بعدى:أمّا أهل الجماعة فأنا و من
اتّبعنى و إن قلّوا و ذلك الحقّ عن أمر اللّه و أمر رسوله،و أمّا أهل الفرقة
فالمخالفون لى و لمن اتّبعنى و إن كثروا،و أمّا أهل السنّة فالمتمسّكون بما سنّه
اللّه و رسوله لا العاملون برأيهم و أهوائهم و إن كثروا،
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 16