أقول: المشيد: المعلّى .و الاهتبال في
الأمر: السعى في إحكامه،و هبلها مصدر مضاف إلى ضمير التقوى مؤكّد للفعل:أى احكموها
إحكاما .و الأوفاز: جمع وفزة و هى العجلة ،
[المعنى ]
و الضمير في قوله: فإنّه .إمّا أن يرجع
إلى مذكور سابق أو إلى معنى كلامه و هو التحذير و الإنذار ،و كذلك الّذى في قوله:
و ما هو إلاّ الموت .يحتمل أن يعود إلى ملفوظ به سابق و يحتمل أن يعود إلى المعنىّ
بالتحذير منه و الإنذار به:أى و ما الّذى احذّركم هجومه عليكم إلاّ الموت،و أسمع و
أعجل محلّهما النصب على الحال من معنى الإشارة.
و قوله : فلا يغرّنّك إلى قوله:و أمن
العواقب.
أى فلا يغرّنّك من نفسك الأمّارة بالسوء
و سوستها و استغفالها لك عن ملاحظة الموت برؤية سواد الناس:أى كثرتهم .إذ كثيرا ما
يرى الإنسان الميّت محمولا فيتداركه من ذلك رقّة و روعة.ثمّ يعاوده الوسواس
الخنّاس و يأمره باعتبار كثرة المشيّعين له من الناس و أن يجعل نفسه من الأحياء
الكثيرين بملاحظة شبابه و صحّته و يأمره باعتبار أسباب موت ذلك الميّت من القتل و
سائر الأمراض و باعتبار زوال تلك الأسباب في حقّ نفسه،و بالجملة فيبعّد في اعتباره
الموت بكلّ حيلة.فنهى السامعين عن الانخداع للنفس بهذه الخديعة،و أسند الغرور إلى
سواد الناس لأنّه مادّته.ثمّ نبّههم بقوله : و قد رأيت.إلى قوله:يستعتبون .على كذب
تلك الخديعة مشاهدة،و الواو في قوله :و قد.واو الحال،و من في قوله:من جمع.بدل
البعض من الكلّ من قوله:من كان قبلك.و المعنى أنّه كما نزل بأولئك الموت و أزعجهم
عن أوطانهم فكذلك أنتم.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 151