responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 128

أى لكونها رجالا، و إنّما حكّمنا القرآن لكن لمّا كان القرآن لا بدّ له من ترجمان يبيّن مقاصده ،و دعانا القوم إلى حكم القرآن و لم نكن نحن الفريق الكاره لكتاب اللّه،المتولّى عنه بعد أمره تعالى بالرجوع إليه و إلى رسوله في الكتاب و السنّة فيما اشتبه أمره بقوله «فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ» الآية .فإذا حكم بالصدق عن علم بكتابه فنحن أحقّ الناس به:أى أولاهم باتّباعه و أولاهم بأن ينصّ على كون الأمر لنا كما في قوله تعالى «وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» .إلى قوله: «حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ» 1و ظاهر كون اولئك بعد عقد الإمامة بغاة عليه فوجب بنصّ الكتاب قتالهم، و كذلك الآيات الدالّة على وجوب الوفاء بالعهود و العقود و كان هو أولى بالحقّ الّذى يجب قتالهم عليه فكان الحاكم لهم مخطئا مخالفا لكتاب اللّه غير عامل به فوجبت مخالفة حكمه ،و إن حكم بسنّة رسول اللّه فنحن أولى الناس برسول اللّه للقرابة و للعمل بسنّته لموافقتها الكتاب و نصّه على وجوب متابعة الإمام العادل فكان الحاكم لغيره مخالفا للسنّة أيضا.فصارت خلاصة هذا الجواب أنّا لم نرض بتحكيم الرجلين و لكن بتقدير حكمهما بكتاب اللّه الّذى هما ترجمان عنه و هو الحاكم الّذي دعانا الخصم إليه و حيث خالفاه لم يجب علينا قبول قولهما .

و قوله :و أمّا قولكم.إلى قوله:لأوّل الغيّ.

فتقدير سؤال آخر لهم مع جوابه،و ذلك أنّهم حين اتّفقوا على التحكيم كتبوا كتاب الصلح و ضربوا لحكم الحكمين أجلاً مدّة سنة،و صورة الكتاب:هذا ما تقاضى عليه علىّ بن ابي طالب و معاوية بن أبى سفيان قاضى علىّ بن أبي طالب على أهل العراق و من كان معه من شيعته من المؤمنين و المسلمين،و قاضى معاوية بن أبى سفيان على أهل الشام و من كان من شيعته من المؤمنين و المسلمين إنّما ننزل عند حكم اللّه تعالى و كتابه و لا يجمع بيننا إلا إيّاه،و إنّ كتاب اللّه سبحانه بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيى ما أحيى القرآن و نميت ما أمات القرآن.فإن وجد الحكمان ذلك في كتاب اللّه اتّبعاه،و إن لم يجداه أخذا بالسنّة العادلة غير المفرّقة،

1) 49-9.

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست