responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 88

أيضا و صرع و قتل عبد اللّه و حال الليل بين القوم فنجا دريد بعد طعنات و جراح حصل له فقال القصيدة، مجاز و إنّما قال عليه السّلام :أخو هوازن .لنسبته إليهم فإنّ دريدا ابن الصمة بن بنى جشم بن معاويه بن بكر بن هوازن.و نحوه قوله تعالى «وَ اذْكُرْ أَخٰا عٰادٍ» لنسبته فيهم و كذلك قال لهم أخوهم لوط و يكفي في إطلاق لفظ الأخوّة مجازا مجرّد الاتّصال بهم و الملابسة لهم و قد عرفت ذلك ،و وجه تمثّله عليه السّلام بالبيت:إنّى كنت و إيّاكم في نصيحتي و نهيي من الحكومة و مخالفتكم أمرى المستلزمة لندامتكم على التفريط كهذا القائل مع قومه حيث نصح لهم فعصوه فلحقهم من الندامة و الهلاك.

و اعلم أنّ الّذي كان أشار به على أصحابه:هو ترك الحكومة و الصبر على قتال أهل الشام.و مجمل السبب أنّ أمارات الغلبة ليلة الهرّير كانت لايحة على أهل الشام فلمّا عاينوا الهلاك استشار معاوية بعمرو بن العاص في كيفيّة الخلاص فقال عمرو:إنّ رجالك لا تقوم لرجاله،و لست مثله إنّه يقاتلك على أمر و أنت تقاتله على غيره و أنت تريد البقاء و هو يريد الفناء،و أهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم و أهل الشام لا يخافون عليّا إن ظفر بهم،و لكن ألق إلى القوم أمرا إن قبلوه اختلفوا و إن ردّوه اختلفوا:ادعهم إلى كتاب اللّه حكما فيما بينك و بينهم فإنّك بالغ به حاجتك فإنّى لم أزل ادّخر هذا الأمر لوقت حاجتك إليه فعرف معاوية ذلك فلمّا أصبحوا رفعوا المصاحف على أطراف الرماح و كان عددها خمس مائة مصحف و رفعوا مصحف المسجد الأعظم على ثلاثة رماح مشدودة يمسكها عشرة رهط و نادوا بأجمعهم:اللّه اللّه معشر العرب في النساء و البنات اللّه اللّه دينكم هذا كتاب اللّه بيننا و بينكم.فقال عليه السّلام:اللّهمّ إنّك تعلم أنّهم ما الكتاب يريدون فاحكم بيننا و بينهم إنّك أنت الحكم الحقّ المبين،و حينئذ اختلف أصحابه فقالت طائفة:القتال القتال،و قال أكثرهم:المحاكمة إلى الكتاب و لا يحلّ لنا الحرب و قد دعينا إلى حكم الكتاب و تنادوا من كلّ جانب الموادعة فقال عليه السّلام في جوابهم:أيّها الناس إنّى أحقّ من أجاب إلى كتاب اللّه و لكن معاوية و عمرو بن العاص و ابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين و لا قرآن إنّى أعرف بهم منكم صحبتهم صغارا و رجالا فكانوا شرّ صغار و شرّ رجال و يحكم إنّها كلمة حقّ يراد بها

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست