responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 87

التالى،و تقديره لكنّكم أبيتم علىّ إباء من خالف الأمر و جفا المشير و عصاه حتّى شكّ في نصحه هل كان صوابا أو خطاء.و هذا الحكم حقّ فإنّ المشير بالرأى الصواب إذ اكثر مخالفوه فيه قد يتّهم نفسه في صحّة ذلك الرأى و صوابه لأنّ استخراج وجه المصلحة في الأمر أمر اجتهادىّ يغلب على الظنّ بكثرة الأمارات اللايحة للمشير فإذا جوّز المشير أن يكون خلاف ما رآه هو المصلحة فلا مانع إذن أن يعرض لغيره.

أمارات اخرى يغلب على ظنّه أنّ ما رآه هو ليس بمصلحة فيعارض بها ما رآه الأوّل حقّا و يخالفه في رأيه فإذا كثرت تلك المخالفة من جمع عظيم جاز أن يتشكّك الإنسان فيما ظنّه من المصلحة أنّه ليس بمصلحة و أنّ الأمارات الّتي اقتضت ذلك الظنّ غير صحيحة فلذلك قال عليه السّلام :حتّى ارتاب الناصح بنصحه .و عنى بالناصح نفسه أو من رأى رأيه لإطباق أكثر أصحابه على مخالفتهم،و قال بعض الشارحين:يحمل ذلك على المبالغة لأنّه عليه السّلام منزّه عن أن يشكّ فيما يراه صوابا بعد شوره به .

[و قوله:و ضنّ الزند بقدحه.]

و قوله: و ضنّ الزند بقدحه.

قيل:هو مثل يضرب لمن يبخل بفوائده إذا لم يجد لها قابلا عارفا بحقّها أو لم يتمكّن من إفادتها فإنّ المشير إذا اتّهم و استغّش أو خطىء في رأيه ربما لا ينقدح له بعد ذلك رأى صالح لحكم الغضب عليه من جهة مخالفته و عدم قبول رأيه.

و لمّا كان غرضه أن يقرّر عليهم الندامة في مخالفة رأيه و يريهم ثمرة عصيان أمره الصادر عن معاينة وجه المصلحة كما هو قال :فكنت و إيّاكم كما قال اخو هوازن:أمرتهم أمرى .البيت،و هو لدريد بن الصمة من قصيدة له في الحماسة أوّلها:

نصحت لعارض و أصحاب عارض و رهط بنى السوداء و القوم سهّد

و قصّته في هذه القصيدة أنّ أخاه عبد اللّه بن الصمة غزا بنى بكر بن هوازن بن غطفان فغنم منهم و استاق إبلهم فلمّا كان بمنعرج اللوى قال:لا و اللّه لا أبرح حتّى أنحر البقيعة و هي ما ينحر من النهب قبل القسمة،و احيل السهام.فقال له أخوه دريد:

لا تفعل.فإنّ القوم في طلبك.فأبى عليه و أقام و أنحر البقيعة و بات فلمّا أصبح هجم القوم عليه و طعن عبد اللّه بن صمة فاستغاث بأخيه دريد فنهنه عنه القوم حتّى طعن هو

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست