responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 35

و وجه الشبه فيها إحاطة القبّة المضروبة بمن فيها،أو لزوم قلّة العقل له كلزوم الطين المضروب على الحائط .و يحتمل أن يراد بالأسهاب كثرة الكلام من غير فائدة فإنّ الإنسان حال الخوف و الذلّ كثيرا ما يخبط في القول و يكثر من غير إصابة فيه.و كذلك لحوق باقى الامور به كإدالة الحقّ منه،و غلبة العدوّ له،و عدم انتصافه منه أمر ظاهر عن ترك جهاد عدوّه مع التمكن من ذلك.و هى امور منفور عنها طبعا و مضرّة بحال من تلحقه في الدارين.و قد ورد في التنزيل الإلهىّ من فضل الجهاد و الحثّ عليه امور كثيرة كقوله تعالى «لاٰ يَسْتَوِي الْقٰاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَ الْمُجٰاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّٰهُ الْمُجٰاهِدِينَ بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقٰاعِدِينَ دَرَجَةً» إلى قوله «فَضَّلَ اللّٰهُ الْمُجٰاهِدِينَ عَلَى الْقٰاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجٰاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً» 1و قوله «وَ جٰاهِدُوا فِي اللّٰهِ حَقَّ جِهٰادِهِ» 2و قوله «وَ مَنْ جٰاهَدَ فَإِنَّمٰا يُجٰاهِدُ لِنَفْسِهِ» 3و نحو ذلك.

قوله : ألا و إنّى قد دعوتكم .إلخ.لمّا ذكر صدر الخطبة أردفه بتفصيل غرضه ممّا أجمله فيه و هو حثّهم على الجهاد و توبيخهم على تركه.فنبّهم أوّلا على ما كان دعاهم إليه قبل من قتال معاوية و أصحابه مرارا كثيرة،و ذكّرهم نصيحة السابقة لهم في أمرهم بغزو عدوّهم قبل أن يغزوهم،و يذكّرهم بما كان أعلمهم أوّلا من القاعدة الكلّيّة المعلومة بالتجربة و البرهان و هو أنّه ما غزى قوم قطّ في عقر دارهم إلاّ ذلّوا .و قد أشرنا إلى علّة ذلك:و هو أنّ للأوهام أفعالا عجيبة في الأبدان تارة بزيادة القوّة و تارة بنقصانها حتّى أنّ الوهم ربّما كان سببا لمرض الصحيح لتوهّمه المرض،و بالعكس.فكان السبب في ذلّ من غزى في داره و إن كان معروفا بالشجاعة هو الأوهام:إمّا أوهامهم فلأنّها تحكم بأنّها لم تقدم على غزوهم إلاّ لقوّة غازيهم،و اعتقادهم فيهم الضعف بالنسبة إليهم.

فينفعل إذن نفوسهم عن تلك الأوهام و تنقهر عن المقاومة و تضعف عن الانبعاث و تزول غيرتها و حميّتها.فتحصل على طرف رذيلة الذلّ،و إمّا أوهام غيرهم فلأنّ الغزو الّذي يلحقهم يكون باعثا لكثير الأوهام على الحكم بضعفهم و محرّكا لطمع كل طامع فيهم فيثي‌ لهم أحكاما وهمية بعجزهم عن المقاومة .ثم إنّه أردف ذلك بما قابلوا به نّصيحته من

1) 4-97

2) 23-77

3) 29-5

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست