responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 290

جمع غمرة و هى الزحمة من كثرة الناس و الماء و نحوه .و العشوات : جمع عشوة و هى ركوب الأمر على جهل به .و الغشوة بالغين المعجمة : هى الغطاء .و المبهمة : الأمر الملتبس .

و المعضلات : الشدائد .

[المعنى ]

و ذكر من صفاتهم الّتى هى سبب محبّة اللّه لهم أربعين وصفا

،و قد علمت أنّ محبّة اللّه تعالى تعود إلى إفاضة الكمالات النفسانيّة على نفس العبد بحسب قربه بالاستعداد لها إلى جوده فمن كان استعداده أتمّ كان استحقاقه أوفى فكانت محبّة اللّه له أكمل .

فالأوّل من تلك الأوصاف:كونه أعانه اللّه على نفسه

:أى أفاضه قوّة على استعداد يقوّى به عقله على قهر نفسه الأمّارة بالسوء .

الثاني:أن يستشعر الحزن

:أى يتّخذه شعارا له.و أراد الحزن على ما فرّط في جنب اللّه و اكتسب من الإثم فإنّه من جملة ما أعدّته المعونة الإلهيّة لاستشعاره ليستعدّ به لكمال أعلى .

الثالث:

استعارة أن يتجلبب الخوف و هو اتّخاذه جلبابا.استعار لفظ الجلباب و هو الملحفة للخوف من اللّه و الخشية من عقابه،و وجه المشابهة ما يشتركان فيه من كون كلّ منهما متلبّسابه،و هو أيضا معونة من اللّه للعبد على تحصيل السعادة .

الرابع:

استعارة زهرة مصباح الهدى في قلبه ،و هو إشارة إلى شروق نور المعارف الإلهيّة على مرآة سرّه،و هو ثمرة الاستعداد بالحزن و الخوف و لذلك عطفه بالفاء،و استعار لفظ المصباح لنور المعرفة لما يشتركان فيه من كون كلّ منهما سببا للهدى و هو استعارة لفظ المحسوس للمعقول .

الخامس:

استعارة كونه‌أعدّ القرى ليومه النازل به .استعار لفظ القرى للأعمال الصالحة و أراد باليوم النازل به يوم القيامة و استلزمت الاستعارة تشبيهه لذلك اليوم بالضيف أو بيوم القرى للضيف المتوقّع نزوله،و وجه المشابهة أنّ القرى كما يبيّض به وجه القارى عند ضيفه و يخلص به من ذمّه و يكسبه المحمدة و الثناء منه كذلك الأعمال الصالحة في ذلك اليوم تكون سببا لخلاص العبد من أهواله و تكسبه رضاء الحقّ سبحانه و الثواب الجزيل منه .

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست