نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 23
هؤلاء القوم الّذين ودّ أنّهم كانوا له
عوضا عن قومه هم بصفة الفوارس الّذين أشار إليهم الشاعر في المبادرة إلى إجابة
الداعي و الاجتماع على دفع الضيم عنهم و نصرة حقّهم فلذلك تمنّاهم عوضا،و مقصوده
في جميع ذلك ذمّهم و توبيخهم و تحقيرهم بتفضيل غيرهم عليهم تنفيرا لطباعهم عمّا هى
عليه من التثاقل عن دعوته للذبّ عن دين اللّه،و باللّه التوفيق و العصمة.
أقول: الإناخة : المقام بالمكان .و
الحيّة الصمّاء : هى الّتي لا تنزجر بالصوت كأنّها لا تسمع،و ربّما يراد بها
الصلبة الشديدة .و الجشب : هو الطعام الغليظ الخشن،و يقال:
هو الّذي لا إدام معه ،و معصوبة :
مشدودة .
[المعنى]
و اعلم أنّه عليه السّلام اقتصّ امورا
وقعت ليحسن مدحها و ذمّها .فبدأ بذكر النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم و ذكر
بعض أسباب غاية البعثة فإنّه.لمّا كانت الغاية منها هو جذب الخلق عن دار الغرور
إلى الواحد الحقّ و كان ذلك الجذب تارة بالنذارة و تارة بالبشارة.و ذكر هنا
النذارة،و خصّها بالذكر لأنّها السبب الأقوى في الردع فإنّ عامّة الخلق و جمهورهم
قلّما يلتفتون إلى ما وعدوا به في الآخرة إذا قابلوا ذلك بلذّاتهم الحاضرة فإنّ
تلك امور غير متصوّرة لهم إلاّ بحسب الوصف الّذي إنّما ينكشف لهم عن امور محسوسة
تشبه ما هم فيه أو أضعف عندهم.ثمّ إنّ نيلها مشروط بشرائط صعبة في الدنيا تكدّر
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 23