أقول: الوأى : الوعد .و الرمزات : جمع
رمزة و هى الإشارة بالعين أو الحاجب أو الشفة .و السقط من الشيء : رديئه .و الهفوة
: الزلّة .
[المعنى ]
و قد سأل اللّه سبحانه في جميع هذا
الفصل المغفرة.و مغفرة اللّه للعبد تعود إلى ستره عليه أن يقع في مهاوى الهلكة في
الآخرة أو يكشف مقابحه لأهل الدنيا فيها و كلّ ذلك يعود إلى توفيقه لأسباب السعادة
و جذبه بها عن متابعة الشيطان في المعاصى قبل صدورها منه أو قبل صيرورتها ملكات في
جوهر نفسه و المطلوب غفره امور:
الأوّل :ما اللّه أعلم به منه ممّا هو
عند اللّه معصية و سيّئة في حقّه و هو لا يعلمها فيفعلها ،ثمّ طلب تكرار مغفرة
اللّه لما يعاوده و يتكرّر منه كذلك.و إذا تصوّرت معنى المغفرة تصوّرت كيف
تكرارها.
الثاني :ما وعد نفسه أن يفعله للّه ثمّ
لم يوف به.و ما هاهنا مصدريّة.و لا شكّ أنّ مطال النفس بفعل الخير و عدم الوفاء به
إنّما يكون عن خاطر شيطانىّ يجب أن يستغفر اللّه له و يسأل ستره ببعث الدواعى
الجاذبة عن متابعة الشيطان المحرّك له.
الثالث :شوب النفس ما يتقرّب به من
الأعمال إلى اللّه بالرياء و السمعة و مخالفة نيّة القربة إليه بقصد غيره لها.و لا
شكّ أنّ ذلك شرك خفىّ جاذب عن الترقّى في درجات العلى،و يحتاج إلى تدارك اللّه
بالمغفرة و الجذب عنه قبل تمكّنه من النفس.
الرابع :الإشارة باللحظ.و هو الايماء
الخارج عن الحدود الشريعة كما يفعل
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 213