responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 19

-

شجر حسن المنظر مرّ الطعم .و اطّلع اليمن : أى غشيها . سيدالون أى:يصير الأمر إليهم و الدولة لهم .و القعب : القدح الضخم .و ماث الشىء أذابه .

[المعنى ]

و اعلم أنّ الضمير في قوله ما هي إلاّ الكوفة و إن لم يجر لها ذكر في اللفظ إلاّ أن تضجّره من أهلها قبل ذلك و خوضه في تدبيرها مرارا،و حضورها في ذهنه يجرى مجرى الذكر السابق لها،و أقبضها خبر ثان لمبتدأ محذوف تقديره:أنا،و يحتمل أن يكون هي ضمير القصّة و أقبضها خبر عن الكوفة.

و نظيره في الاحتمالين قوله تعالى «كَلاّٰ إِنَّهٰا لَظىٰ نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ» 1و يفهم من هذا الكلام حصر ما بقى له من البلاد الّتي يعتمد عليها في الحرب و مقابلة العدوّ في الكوفه.و هو كلام في معرض التحقير لما هو فيه من أمر الدنيا و ما بقى له من التصرّف الحقّ بالنسبة إلى ما لغيره من التصرّف الباطل.و كنايه أقبضها و أبسطها كنايتان عن وجوه التصرّف فيها أى إنّ الكوفة و التصرّف فيها بوجوه التصرّف حقير بالنسبة إلى سائر البلاد الّتي عليها الخصم.فما عسى أصنع بتصرّفي فيها،و ما الّذي أبلغ به من دفع الخصم و مقاومته.

و هذا كما يقول الرجل في تحقير ما في يده من الماء القليل إذا رام به أمرا كبيرا:إنّما هو هذا الدينار فما عسى أبلغ به من الغرض ، التفات و قوله. إن لم تكونى إلاّ أنت تهّب أعاصيرك.

عدول من الغيبة إلى الخطاب ،و الضمير بعد إلاّ تأكيد للّذى قبلها و الجملة الفعليّة بعده في موضع الحال،و خبر كان محذوف. حقيقت-استعارة و لفظ الأعاصير يحتمل أن يحمل على حقيقته فإنّ الكوفة معروف بهبوب الأعصار فيها،و يحتمل أن يكون مستعارا لما يحدث من آراء أهلها المختلفة الّتي هي منبع الغدر به،و التثاقل عن ندائه.و وجه المشابهة ما يستلزمه المستعار منه و له من الأذى و الإزعاج.و تقدير الكلام فإن لم تكوني إلاّ أنت عدّة لي و جنّة ألقى بها العدوّ،و حظّا من الملك و الخلافة مع ما عليه حالك من المذامّ فقبحا لك.و هو ذمّ لها بعد ذكر وجه الذمّ .و لأجل استصغاره لأمرها تمثّل بالبيت :لعمر ابيك.الخبر.و معنى تمثيله به أنّى على بقيّة من هذا الأمر كالوضر القليل في الإناء،و هو تمثيل على وجه الاستعارة فاستعار لفظ الإناء للدنيا و لفظ الوضر القليل فيه للكوفة،و وجه المشابهة ما يشرك فيه الكوفة و الوضر من الحقارة بالنسبة إلى ما استولى عليه خصمه من الدنيا و ما اشتمل عليه

1) 70-15

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست