responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 16

الثالث:الأمر بالمضيّ فيما نهجه لهم من السبيل الواضح العدل الّذي هو واسطة بين طرفى الإفراط و التفريط،و الصراط المستقيم المدلول عليه بالأوامر الشرعيّة.و قد علمت أنّ الغرض من سلوك هذا السبيل و امتثال التكاليف الّتي الزم الإنسان بها و عصبت به إنّما هو تطويع النفس الأمّارة بالسوء للنفس المطمئنّة بحيث تصير مؤتمرة لها و متصرّفة تحت حكمها العقليّ منقادة لها عن الانهماك في ميولها الطبيعيّة و لذّاتها الفانية.و حينئذ تعلم أنّ هذه الأوامر الثلاثة هي الّتي عليها مدار الرياضة و السلوك إلى اللّه تعالى، فالأمر الأوّل و الثالث أمر بما هو معين على حذف الموانع عن الالتفات إلى اللّه تعالى، و على تطويع النفس الأمّارة،و الأمر الثاني أمر بتوجيه السير إلى اللّه.و قد تبيّن فيما مرّ أنّ هذه الامور الثلاثة هي الأغراض الّتي يتوجّه نحوها الرياضة المستلزمة لكمال الاستعداد المستلزم للوصول التامّ.و لذلك قال عليه السّلام :فعليّ ضامن لفلحكم آجلا إن لم تمنحوه عاجلا .أى إذا قمتم بواجب ما امرتم به من هذه الأوامر كان ذلك مستلزما لفوزكم في دار القرار بجنّات تجري من تحتها الأنهار الّتي هي الغايات الحقيقية و لمثلها يعمل العاملون و فيها يتنافس المتنافسون إن لم يتمّ تأهّلكم للفوز في الدار العاجلة فمنحوه فيها،و قد يتمّ الفوز بالسعادتين العاجليّة و الآجليّة لمن وفت قوّته بالقيام بهما و كمل استحقاقه لذلك في علم اللّه.و لمّا كان حصول السعادة و الفوز عن لزوم الأوامر المذكورة أمرا واجبا واضح الوجوب في علمه عليه السّلام لا جرم كان ضامنا له.فإن قلت:فما وجه اتّصال هذه الأوامر بصدر هذا الفصل قلت:لمّا كان مقتضى صدر الفصل إلى قوله :و لا إيهان .هو الإعذار إلى السامعين في قتال مخالفي الحقّ،و كان مفهوم ذلك هو الحثّ على جهادهم و التنفير عمّا هم عليه من الطريق الجائر كان تعقيب ذلك بذكر الطريق الواضح المأمور بسلوكه و لزوم حدود اللّه فيه لهو اللايق الواجب.و باللّه التوفيق.

24 و من خطبة له عليه السّلام

و قد تواترت عليه الأخبار باستيلاء أصحاب معاوية على البلاد و قدم عليه عاملاه على اليمن،و هما عبيد اللّه بن عباس و سعيد بن نمران لما غلب

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست