أقول: بينا : أصله بين بمعنى التوسّط
فاشبعت الفتحة فحدثت ألف،و قد تزاد ما فيقال بينما و المعنى واحد،و تحقيق الظرفيّة
هنا أنّ الظلّ دائر بين السبوغ و التقلّص و الزيادة و النقصان .و قلص الظلّ نقص .
[المعنى ]
و الغرض من هذا الفصل التحذير من الدنيا
و التنبيه على وجوب لزوم أوامر اللّه فيها.
و أشار إلى ذلك في أوصاف لها :
الأوّل:كونه لا يسلم منها إلاّ فيها .و
تحقيق ذلك أنّه لا دار إلاّ الدنيا و الآخرة،و قد علمت أنّ أسباب السلامة هى الزهد
و العبادة و سائر أجزاء الرياضة و شيء منها لا يمكن في الآخرة بل كلّها أعمال
متعلّقة بالبدن فإذن لا يتحقّق ما يلزمها من السلامة من الدنيا إلاّ في الدنيا.
الثاني:كونها لا ينجى بشيء كان لها .و
فيه إيماء إلى ذمّ الرياء في الأقوال و الأفعال و تحذير من كلّ عمل و قول قصد به
الدنيا فإنّ شيئا من ذلك لا حظّ له في استلزام النجاة في الآخرة بل ربّما كان سببا
للهلاك فيها لما أنّ الاشتغال بمهمّات الدنيا منس للآخرة.
الثالث :كونها قد ابتلى الناس بها
فتنة.و فتنة منصوب بالمفعول له،و يحتمل
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 158