responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 141

و إنّما خصّ التشبيه بمتبتّلى الرهبان لشهرتهم بشدّة التضرّع،و كذلك الخروج إلى من الأموال:و الأولاد و هو أشدّ الزهد،و رتّب ذلك في صورة متصّلة مقدّمها قوله :

و لو حننتم إلى قوله:رسله ،و تاليها قوله : لكان ذلك قليلا.إلى قوله:من عقابه. و التماس:

مفعول له.و خلاصة هذا المقصود بوجيز الكلام إنّكم لو أتيتم بجميع أسباب التقرّب إلى اللّه الممكنة لكم من عبادة و زهد ملتمسين بذلك التقرّب إليه في أن يرفع لكم عنده درجة أو يغفر لكم سيّئة أحصتها كتبه و ألواحه المحفوظة لكان الّذي أرجوه من ثوابه للمتقرّب إليه في أن يرفع منزلته من حضرة قدسه أكثر ممّا يتصوّر المتقرّب أنّه يصل إليه بتقرّبه،و لكان الّذي أخافه من عقابه على المتقرّب في غفران سيّئة عنده أكثر من العقاب الّذي يتوهّم أنّه يدفعه عن نفسه بتقرّبه.فينبغى لطالب الزيادة في المنزلة عند اللّه أن يخلص بكلّيته في التقرّب إليه ليصل هو إلى ما هو أعظم ممّا يتوهّم أنّه يصل إليه من المنزلة عنده،و ينبغي للهارب من ذنبه إلى اللّه أن يخلص بكلّيّته في الفرار إليه ليخلص من هول ما هو أعظم ممّا يتوهّم أنّه يدفع عن نفسه بوسيلته إليه فإنّ الأمر في معرفة ما أعدّ اللّه لعباده الصالحين من الثواب العظيم،و ما أعدّه لأعدائه الظالمين من العقاب الأليم أجّل ممّا يتصوّره عقول البشر ما دامت في عالم الغربة و إن كان عقولهم في ذلك الإدراك متفاوتة،و لمّا كانت نفسه القدسيّة أشرف نفوس الخلق في ذلك الوقت لا جرم نسب الثواب المرجوّ لهم و العقاب المخوف عليهم إلى رجائه هو و خوفه.فقال :ما أرجو لكم من ثوابه و أخاف عليكم من عقابه .و ذلك لقوّة اطّلاعه من ذلك على ما لم يطّلعوا عليه .

و أمّا الثالث:و هو التنبيه على عظيم نعمة اللّه تعالى على العباد

فنبّه عليه أنّ كلّ ما أتوا به من الأعمال الّتي بذلوا جهدهم فيها في طاعة اللّه و ما عساه يمكنهم أن يأتوا به منها فهو قاصر عن مجازاته نعمه العظام.و قد سبق بيان ذلك.و رتّب المطلوب في صورة شرطيّة متّصلة أيضا مقدّمها مركّب من امور:

أحدها:قوله: لو انماثت قلوبكم .أى ذابت خوفا منه و وجدا منه،و كنّى بذلك عن أقصى حال الخائف الراجى لربّه في عبادته.

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست