responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 108

الذهن منها و ذلك معنى النسيان لها و بذلك يكون الهلاك الأبديّ و الشقاء الأشقى، و لمّا كان عليه السّلام هو المتولّى لإصلاح حال الخلق في امور معاشهم و معادهم كان الاهتمام بصلاحهم منوطا بهمّته العلّيّة فلا جرم نسب الخوف عليهم إلى نفسه .

[قوله:ألا و إنّ الدنيا قد ولّت.إلى قوله:صابّها.]

استعارة قوله: ألا و إنّ الدنيا قد ولّت.إلى قوله:صابّها .

أقول:الدنيا بالنسبة إلى كلّ شخص مفارقة له و خفيفة سريعة الأجفال لم يبق منها بالقياس إليه إلاّ اليسير،و إطلاق الصبابة هاهنا استعارة لبقيّتها القليلة،و القلّة هى وجه تشبيهها بصبابة الإناء أيضا .

[و قوله:ألا و إنّ الآخرة قد أقبلت.]

و قوله: ألا و إنّ الآخرة قد أقبلت.

لمّا نبّه على أنّ الدنيا سريعة الأجفال أردف ذلك بالتنبيه على سرعة لحوق الآخرة و إقبالها،و كلّ ذلك قطع للآمال الفانية و ردع عن اتّباع الهوى.و من آثار الصالحين :إذا كان العمر في إدبار و الموت في إقبال فما أسرع الملتقى .و الموت هو دهليز الآخرة .

[و قوله:و لكلّ منهما بنون.إلى قوله:يوم القيامة]

استعارة و قوله: و لكلّ منهما بنون.إلى قوله:يوم القيامة .

من لطائف كلامه.فاستعار لفظ الأبناء للخلق بالنسبة إلى الدنيا و الآخرة،و لفظ الأب لهما،و وجه الاستعارة أنّ الابن لمّا كان من شأنه الميل إلى والده إمّا ميلا طبيعيّا أو بحسب تصوّر المنفعة منه.و كان الخلق منهم من يريد الدنيا.و منهم من يريد الآخرة، و يميل كلّ منهما إلى مراده مع ما يحصل من طرف الدنيا للراغبين فيها ممّا يتوهّمونه لذّة و خيرا،و ما يحصل من طرف الآخرة للراغبين فيها من اللذّة و السعادة أشبه كلّ بالنسبة إلى ما رغب فيه و استفاد منه الخير الابن بالنسبة إلى الأب.فاستعير لفظه لتلك المشابهة، و لمّا كان غرضه حثّ الخلق على السعى للآخرة و الميل إليها و الإعراض عن الدنيا،قال عليه السّلام :فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا ثمّ ذكر فايدة رأيه عليهم بأن يكونوا كذلك.و هى أنّ كلّ ولد سيلحق بامّه يوم القيامة،و أشار:إلى أنّ أبناء الآخرة و الطالبين لها و العاملين لأجلها مقرّبون في الآخرة لا حقوق لمراداتهم فيها،و لهم فيها ما تشتهى أنفسهم و لهم ما يدّعون «نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ» ،و أمّا أبناء الدنيا فانّ نفوسهم لمّا كانت مستغرقة في محبّتها و ناسية لطرف الآخرة و معرضة عنها لا جرم

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست