responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 272

نفارهم و استكبارهم عن طاعته أردف ذلك بهذه الكلمة المستلزمة للدعاء عليهم كيف لم يفقهوا بيانه للوجوه الموجبة لاتّباعه و يقبلوه بعد أن سمعوه،و هذا كما يقول أحد العلماء لبعض تلاميذه المعاند له المدّعي لمثله فضيلته:إنّك بي اهتديت من الجهل و علا قدرك في الناس و أنا سبب لشرفك أفتكبّر علىّ وقر سمعك لم لا تفقه قولي و تقبّله، استعارة بالكناية-استعارة مرشحة و قوله كيف يراعي النبأة من أصمّته.الصيحة استعار لفظ النبأة لدعائه لهم و ندائه إلى سبيل الحقّ و الصيحة لخطاب اللّه و رسوله و هي استعارة على سبيل الكناية عن ضعف دعائه بالنسبة إلى قوّة دعاء اللّه و رسوله لهم،و تقرير ذلك أنّ الصوت الخفيّ لمّا كان لا يسمع عند الصوت القويّ إذ من شأن الحواس أن لا يدرك الأضعف مع وجود الأقوى المماثل في الكيفيّة لاشتغالها به و كان كلامه عليه السّلام أضعف في جذب الخلق و في قبولهم له من كلام اللّه و كلام رسوله و كلامهما مجرى الصوت القويّ في حقّهم،و كلامه مجرى الصوت الخفيّ بالنسبة إليه،و إسناد الإصمام إلى الصيحة من ترشيح الاستعارة و كنّى به عن بلوغ تكرار كلام اللّه على أسماعهم إلى حدّ أنّها محلّة و ملّت سماعه بحيث لا تسمع بعد ما هو في معناه خصوصا ما هو أضعف كما لا يسمع الصوت الخفيّ من أصمّته الصيحة،و قد وردت هذه الكلمة مورد الاعتذار لنفسه في عدم فائدة وعظه لهم،و الاعتذار لهم في ذلك أيضا على سبيل التهكّم و الذّم،وجه نظامها مع ما قبلها أنّه لمّا كان تقدير الكلمة الاولى و قرت أسماعكم كيف لا تقبلون قولي التفت عنه و قال كيف يسمع قولى من لم يسمع كلام اللّه و رسوله على كثرة تكراره على أسماعهم و قوّة اعتقادهم وجوب قبوله،و كيف يؤاخذون بسماعه و قد أصمّهم نداء اللّه .قوله ربط جنان لم يفارقه الخفقان الخفقان دعاء للقلوب الخائفة الوجلة الّتي لا تزال تخفق من خشية اللّه و الإشفاق من عذابه بالثبات و السكينة و الاطمينان،و التقيّة ربط جنان نفسه،و من روى بضمّ الراء على ما لم يسمّ فاعله فالتقدير رابط اللّه جنانا كذلك،و هو جذب لهم إلى درجة الخائفين و تنبيه على ملاحظة نواهي اللّه فيفيئوا على طاعته،و وجه اتّصاله بما قبله أنّ ذكر الشريف و صاحب الفضيلة في معرض التوبيخ لمن يراد منه أن يسلك مسلكه و يكون بصفاته من أعظم الجواذب له إلى التشبّه به،و من أحسن الاستدراجات له فكأنّه قال و كيف يلتفت إلى

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست