responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 216

فيها أربعة شروط و حيث أوجزه و اقتصر ذكر شرطا واحدا جامعا للشرائط فقال تعالى «إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» إذ كان الإحسان جامعا لكلّ الشرائط،و تأثّر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوّة فعند الوعيد يتضاءل من خشية اللّه و عند الوعد يستبشر فرحا باللّه و عند ذكر صفات اللّه و أسمائه يتطأطأ خضوعا لجلاله و عند ذكر الكفّار في حقّ اللّه ما يمتنع عليه كالصاحبة و الولد يعضّ صورته(صوته)و ينكسر في باطنه من قبح أفعالهم و يكبّر اللّه و يقدّسه عمّا يقول الظالمون،و عند ذكر الجنّة ينبعث بباطنه شوقا إليها،و عند ذكر النار ترعد فرائصه خوفا منها،و لمّا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لابن مسعود:اقرأه علىّ قال:فافتتحت سورة النساء فلمّا بلغت« «فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً» »رأيت عينيه تذرفان من الدمع،فقال لي:حسبك الآن،و ذلك لاستغراق تلك الحالة بقلبه بالكلّيّة،و بالجملة فالقرآن إنّما يراد بهذه الأحوال و استجلابها إلى القلب و العمل بها قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم و لانت عليه جلودكم،فإذا اختلفتم فلستم تقرءونه،و قال تعالى «الَّذِينَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذٰا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيٰاتُهُ زٰادَتْهُمْ إِيمٰاناً» 1و إلاّ فالمئونة في تحريك اللسان خفيفة قال بعضهم قرأت على شيخ لي،ثمّ رجعت أقرء عليه ثانيا فانتهرني و قال:جعلت القرآن عليّ.عملا اذهب فاقرء على اللّه تعالى،و انظر ما ذا يأمرك،و ما ذا يفهمك،و مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن عشرين ألفا من الصحابة لم يكن ليحفظ القرآن منهم غير ستّة و اختلف منهم في إثنين و كان أكثرهم يحفظ السورة و السورتين،و كان الّذي يحفظ البقرة و الأنعام من علمائهم كلّ ذلك لاشتغالهم بتفهّم معانى القرآن عن حفظه كلّه،و جاء إليه واحد ليعلّمه القرآن فانتهى إلى قوله تعالى «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» 2فقال:يكفيني هذا و انصرف فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله انصرف الرجل و هو فقيه فالعزيز مثل تلك الحالة الّتي يمنّ اللّه تعالى بها على القلب عقيب تفهّم الآية،و امّا التالي باللسان المعرض عن العمل فجدير بأن يكون المراد بقوله تعالى «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ»

«مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ أَعْمىٰ»

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست