responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 215

بك منك ثمّ زاد قربه ممّا استحيا به على سائر القرب فالتجأ إلى الثناء،فأثنى بقوله:

لا احصى ثناء عليك،ثمّ علم أنّ ذلك قصور،فقال:أنت كما اثنيت على نفسك،فهذه خواطر نسخ للعارفين لا يفهم من تفسير الظاهر و ليس مناقضا له،و إنّما هو استكمال لما تحته من الأسرار.الثالث من الموانع أن يكون مبتلى من الدنيا بهوى متاع فإنّ ذلك سبب لظلمة القلب و كالصداء على المرآة فيمنع جليّة الحقّ يتجلّى فيه و هو أعظم حجاب للقلب و به حجب الأكثرون:و كلّما كانت الشهوات أكثر تراكما على القلب كان البعد عن أسرار اللّه أكثر،و لذلك قال صلى اللّه عليه و آله:الدنيا و الآخرة ضرّتان بقدر ما تقرب من إحداهما تبعد من الاخرى.السابع أن يخصّص نفسه بكلّ خطاب في القرآن من أمر أو نهي أو وعد أو وعيد،و يقدّر أنّه هو المقصود به كذلك إن سمع قصص الأوّلين و الأنبياء عليهم السلام علم أنّ السمر غير مقصود و إنّما المقصود الاعتبار فلا يعتقد أنّ كلّ خطاب خاصّ في القرآن فالمراد به الخصوص فإنّ القرآن و سائر الخطابات الشرعيّة واردة بإيّاك أعني و اسمعي يا جاره،و هي كلّها نور و هدى و رحمة للعالمين،و لذلك أمر الحقّ تعالى الكافّة بشكر نعمة الكتاب فقال «وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَ مٰا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتٰابِ وَ الْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ» 1و إذا قدر أنّه المقصود لم يتخذ دراسة القرآن عملا بل قراءة كقرائة العبد كتاب مولاه الّذي كتبه إليه ليتدبّره و يعمل بمقتضاه كما قال حكيم:هذا القرآن وسائل أتتنا من قبل ربّنا بعهوده نتدبّرها في الصلوات،و نقف عليها في الخلوات،و نعدّها في الطاعات بالسنن المتبعات.الثاني التأثّر و هو أنّ يتأثّر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات، فيكون له بحسب كلّ فهم حال و وجد يتصّف به عند ما يوجّه نفسه في كلّ حالة إلى الجهة الّتي فهمها من خوف أو حزن أو رجاء أو عبرة فيستعدّ بذلك و ينفعل و يحصل له التأثّر و الخشية،و مهما قويت معرفته كانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه فإنّ التضييق غالب على العارفين فلا يرى ذكر المغفرة و الرحمة إلاّ مقرونا بشروط يقصر العارف عن نيلها كقوله تعالى «وَ إِنِّي لَغَفّٰارٌ لِمَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً ثُمَّ اهْتَدىٰ» 2فإنّه قرن المغفرة بهذه الشروط الأربعة و كذلك قوله تعالى «وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ» السورة ذكر

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست