نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 198
فلا بدّ و أن
يصيح و جلا قلقا يقلّب كفّيه حسرة و ندما و جلا ممّا يلحقه من سخط اللّه نادما
على ما فرّط في جنب اللّه،و قوله ثمّ بسط اللّه في توبته و لقّاه كلمة رحمته
فالمراد الإشارة إلى أنّ الجود الإلهيّ لا بخل فيه و لا منع من جهته،و إنّما
النقصان من جهة القابل و عدم استعداده فإذا استعدّت النفس لتدارك رحمة اللّه و
جذبتها العناية الإلهيّة من ورطات الهلاك الأبدي فأيّدتها بالمعونة على إبليس و
جنوده و بصّرتها بمقابح أحواله(أفعاله)و ما يدعوا إليه،فأخذت في مقاومته و الترصّد
لدفع مكائده فذلك هو معنى إنابتها و توبتها،و أمّا كلمة رحمة اللّه الّتي لقّاها
آدم فتعود إلى السوانح الإلهيّة الّتي تنسخ للعبد فتكون سببا لجذبه عن مهاوي
الهلاك و توجيهه عن الجنّة السافلة إلى القبلة الحقيقيّة و إمداده بالملائكة حالا
فحالا و رفعه في مدارج الجلال الّتي هي درجات الجنّة،و قوله و وعده المردّ إلى
جنّته فإشارة إلى وعد القضاء الإلهيّ الناطق عنه لسان الوحي الكريم« «فَمَنِ
اتَّبَعَ هُدٰايَ فَلاٰ يَضِلُّ وَ لاٰ يَشْقىٰ» - «يٰا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسىٰ
رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ
جَنّٰاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ» » 1و كذلك سائر أنواع و عد التائبين فهذا ما يتعلّق بهذه القصّة
من التأويل و باللّه العصمة و التوفيق.