responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 197

و التوبة على الإهباط و كلاهما حسن.قالوا:و معنى الإهباط له هو إنزاله عن دار كرامته و استحقاق إفاضة نعيم الجنّة،و ذلك أنّ النفس الناطقة إذا أعرضت عن جناب الحقّ سبحانه،و التفتت إلى متابعة الشياطين و أبناء الجنّ و موافقة إبليس بعدت عن رحمة اللّه و تسوّد لوحها عن قبول أنوار الإلهيّة،و أمّا دار البليّة و تناسل الذريّة فإشارة إلى الدنيا فإنّ الإنسان إذا التفت بوجهه إليها،و أقبل بكلّيته عليها هبط من أعلى عليّين إلى أسفل سافلين،و لم يزل ممنوّا ببلاء على أثر بلاء إذ لا يقدّم في كلّ لحظة و وقت فوت مطلوب أو فقد محبوب يطلب مالا يدرك و يجد ما لا يطلب و كفى بانقطاعه عن اللّه تعالى بالتفاته إليها بلاء و أعظم به شقاء إذ كان سبب البعد عن رحمته و الطرد عن أبواب جنّته.فإن قلت لم ذكر تناسل الذريّة في معرض الإهانة لآدم مع أنّه في الحقيقة من الامور الخيريّة المندرجة في سلك العناية الإلهيّة فإنّ به بقاء النوع و دوام الإفاضة.قلت:إنّه و إن كان كذلك إلاّ أنّه لا نسبة له في الحقيقة إلى الخير الّذي كان في الجنّة فإنّ تناسل الذريّة خير إضافيّ عرضيّ بالنسبة إلى الكمال الّذي يحصل لأبناء النوع و ذريّته، ثمّ النسبة إن حصلت فنسبة أخصّ إلى أشرف فإنّ إنزاله و إهباطه عن استحقاق تلك المراتب السامية و الإفاضات العالية إلى هذه المرتبة الّتي يشارك فيها البهيمة و سائر أنواع الحشرات نقصان عظيم و خسران مبين.

قوله و استبدل بالجذل و جلا و بالاغترار ندما ظاهر فإنّ المقبل بوجهه على عبادة الحقّ سبحانه المستشرق لأنوار كبريائه المعرض عمّا سواه أبدا مسرور مبتهج فإذا أعرض عمّا يوجب السرور و الفرح و التفت إلى خسائس الامور بسبب شيطان قاده إليها و زيّنها لعينه فانكشف عنه ستر اللّه و بدت سوئته للناظرين بعين العاقبة من عباد اللّه الصالحين،ثمّ أخذت بضبعه العناية الإلهيّة و تداركته الرحمة الربّانيّة فانتبه من رقدة الغافلين في مراقد الطبيعة فرأى السلاسل و الأغلال قد أحاطت به و شاهد الجحيم مسعرّة عن جنبتي الصراط المستقيم،و تذكّر قوله تعالى «فَإِمّٰا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدٰايَ فَلاٰ يَضِلُّ وَ لاٰ يَشْقىٰ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ أَعْمىٰ» 1الآيات

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست