responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 162

عدم التفطّن للشيء و عدم تعقّله بالفعل و هى أعمّ من السهو و النسيان و كالجنس لهما،بيان ذلك أنّ السهو هو الغفلة عن الشيء مع بقاء صورته أو معناه في الحيال أو الذكر بسبب اشتغال النفس و التفاتها إلى بعض مهّماتها،و أمّا النسيان فهو الغفلة عنه مع انمحاء صورته أو معناه عن إحدى الخزانتين بالكلّية و لذلك يحتاج الناسي للشيء إلى تجشّم كسب جديد و كلفة في تحصيله ثانيا،و بهذا يظهر الفرق بين الغفلة و السهو و النسيان،و إذا عرفت ذلك ظهر أنّ هذه الامور الثلاثة من لواحق القوى الإنسانيّة فوجب أن تكون مسلوبة عن الملائكة السماويّة لسلب معروضاتها عنهم،و لمّا ذكر سهو العقول و نفاه عنهم أردفه بسلب ما هو أعمّ منه و هو الغفلة لاستلزام سلبها سلب النسيان،و قد كان ذلك كافيا في سلب النسيان إلاّ أنّه أضاف الغفلة إليه ليتأكّد سلبه بسلبها،و أمّا قوله و لا فترة الأبدان ،فلأنّ الفترة هي وقوف الأعضاء البدنيّة عن العمل و قصورها بسبب تحلّل الأرواح البدنيّة و ضعفها و رجوعها للاستراحة،و كلّ ذلك من توابع المزاج الحيوانيّ فلا جرم صدق سلبها عنهم.

قوله و منهم امناء على وحيه و ألسنة إلى رسله مختلفون بقضائه و أمره يشبه أن يكون هذا القسم داخلا في الأقسام السابقة من الملائكة،و إنّما ذكره ثانيا باعتبار وصف الأمانة على الوحي و الرسالة و الاختلاف بالأمر إلى الأنبياء عليهم السلام و غيرهم لأنّ من جملة الملائكة المرسلين جبرئيل عليه السلام و هو من الملائكة المقربّين،و اعلم أنّه لمّا ثبت أنّ الوحى و سائر الإفاضات من اللّه تعالى على عباده إنّما هو بواسطة الملائكة كما علمت كيفيّة ذلك لا جرم صدق أنّ منهم امناء على وحيه و ألسنة إلى رسله إذ كان الأمين هو الحافظ لما كلّف بحفظه على ما هو عليه ليؤدّيه إلى مستحقّه،و إفاضة الوحي النازل بواسطه الملائكة محفوظة نازلة كما هي مبرّاة عن الخلل الصادرة عن سهو لعدم معروضات السهو هناك أو عن عمد لعدم الداعي إليه و لقوله تعالى «يَخٰافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ» 1استعارة و أمّا كونهم ألسنة إلى رسله فهي استعارة حسنة إذ يقال:فلان لسان قومه أي المفصح عن أحوالهم و المخاطب عنهم فيطلق عليه اسم اللسان لكونه مفصحا عمّا في النفس،و لمّا كانت الملائكة وسائط بين الحقّ سبحانه و بين رسله في تأدية خطابه الكريم إليهم لا جرم حسن استعارة

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست