responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 161

:

إنّهم يقفون صفوفا لأداء العبادة كما أخبر تعالى عنهم «وَ إِنّٰا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ» و تحقيق ذلك أنّ لكلّ واحد منهم مرتبة معيّنة و درجة معيّنة من الكمال يخصّه و تلك الدرجات باقية غير متغيّرة و ذلك يشبه الصفوف،و ممّا يؤيّد القول بأنّهم الحافّون حول العرش ما جاء في الخبر أنّ حول العرش سبعين ألف صفّ قيام قد وضعوا أيديهم على عواتقهم رافعين أصواتهم بالتهليل و التكبير و من ورائهم مائة ألف صفّ قد وضعوا الأيمان على الشمائل ما منهم أحد إلاّ و هو يسبّح.

قوله و مسبّحون يحتمل أن يكون المراد بهم الصافّون و غيرهم من الملائكة،و الواو العاطفة و إن اقتضت المغائرة إلاّ أن المغائرة حاصلة إذ هم من حيث هم صافّون غيرهم من حيث هم مسبّحون و تعدّد هذه الاعتبارات يسوّغ تعديد الأقسام بحسبها و عطف بعضها على بعض،و يؤيّد ذلك الجمع بين كونهم صافّين و بين كونهم مسبّحين في قوله تعالى «وَ إِنّٰا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنّٰا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» و يحتمل أن يريد نوعا و أنواعا اخر من ملائكة السماوات،فأمّا سلب الركوع عن الساجدين،و سلب الانتصاب عن الراكعين،و سلب المزائلة عن الصافّين،و سلب السأم عن المسبّحين فإشارة إلى كمال في مراتبهم المعينّة كلّ بالنسبة إلى من هو دونه و تأكيد لها بعدم النقصانات اللاحقة فإنّ الركوع و إن كان عبادة إلاّ أنّه نقصان بالنسبة إلى السجود،و الانتصاب نقصان في درجة الراكع بالنسبة إلى ركوعه،و كذلك التزايل عن مرتبة الصفّ نقص فيها، و كذلك السأم في التسبيح نقصان فيه و إعراض عن الجهة المقصودة به و أيضا فالسأم و الملال عبارة عن إعراض النفس عن الشيء بسبب كلال بعض القوى الطبيعيّة عن أفعالها،و ذلك غير متصوّر في حقّ الملائكة السماويّة،و أمّا سلب غشيان النوم عنهم في قوله لا يغشاهم نوم العيون فهو ظاهر الصدق،و بيانه أنّ غشيان النوم لهم مستلزم لصحّة النوم عليهم و اللازم باطل في حقّهم فالملزوم مثله أمّا الملازمة فظاهرة،و أمّا بطلان اللازم فلأنّ النوم عبارة عن تعطيل الحواسّ الظاهرة عن أفعالها لعدم انصباب الروح النفسانيّ إليها و رجوعها بعد الكلال و الضعف،و الملائكة السماويّة منزّهون عن هذه الأسباب و الآلات،فوجب أن يكون النوم غير صحيح في حقهم فوجب أن لا يغشاهم،و أمّا سلب سهو العقول و غفلة النسيان،فاعلم أنّ الغفلة عبارة عن

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست