و لكن مقتضى
التحقيق اعتبار توثيقاته إذا أحرزنا ابتناءها على شهادته الحسّية، و ذلك باحراز
معاصرته للشخص الذي وثّقه، أو وثّقه بتعابير ظاهرة في جلالة الشخص الذي وثّقه و
عظِمَ شأنه و منزلته و شدَّة ورعه و عدالته. لأنه من المستبعد جدّاً أن يعظّم
الشيخ المفيد شخصاً غير ثقة بمثل هذا التجليل و التعظيم، بل شأنه أجلّ من ذلك.
القسم
الثاني
المشايخ
الذين وثّقوا مجموعةً من الرواة الواقعة في بعض كتبهم الروائية بالتوثيق العام.
فمن
هذه الطائفة: الشيخ الجليل الثقة جعفر بن محمد بن قولويه، فانه وثَّق كلّ من وقع
من الرواة في طريق كتابه كامل الزيارات.
قال
في مقدمة كتابه: «و قد علمنا بأنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى و لا
في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللَّه برحمته. و لا
أخرجت فيه حديثا روي عن شذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين
بالرواية المشهورين بالحديث و العلم ...»
و
قد استفاد صاحب الوسائل و غيره من كلامه هذا توثيقَ جميع الرواة الواقعين في طريق
كامل الزيارات. و فهم منه المحدّث النوري توثيق خصوص الرواة الذين روى عنهم ابن
قولويه بلا واسطة من مشايخه.[1] و في ذلك
بحث، سيأتي إن شاءاللَّه تعالى.
منهم:
المحدث الثقة الجليل علي بن إبراهيم القمي، فانه وثّق أيضاً في مقدمة تفسيره جميع
الرواة الواقعين في طرق روايات كتابه، حيث قال: