لا ريب في
دلالته على كون الرجل خبيراً عارفاً بل متبحّراً و متضلّعاً في فنّ الحديث. و هذا
التعبير يفيد مدحاً غير كاشف عن حسن الحال. و أمّا التوثيق فلا دلالة له عليه بأيّ
وجه.
منها:
قولهم: «سليم الجنبة» 0
فُسِّر
هذا التعبير بسليم الطريقة و صحيح الأحاديث. و لا شبهة في كونه من ألفاظ المدح،
كما قال المحقق المامقاني قدس سره[1]، و الوحيد
البهبهاني في التعليقة. و أما التفسير المزبور فمحلّ إشكال و نظرٍ، كما قال المولى
علي الكني[2]؛ نظراًالى
عدم ظهور لفظة «الجنبة» في الحديث، فلعلّ المراد بها سليم الذوق في نقل الأحاديث و
فهمها.
منها:
قولهم: «خاصيٌّ» 0
يحتمل
فيه معنيان. أحدهما: كون الرجل الموصوف بذلك إمامياً شيعياً مقابل العامي.
ثانيهما: كون المقصود به، أنّ الرجل من خواص الأئمّة عليهم السلام. و الأظهر عند
الاطلاق هو الأول، كما قال المحقق المامقاني قدس سره[3]،
و لاأقل من التردُّد بينهما. و عليه فالمتيقن من مدلوله كون الرجل إمامياً شيعياً،
فلا يفيد مدحاً. و يظهر من الشهى[4] أنّ هذا
التعبير يفيد مدح الرجل، و صرّح بأنّه إلى وصف الحسن أقرب من دلالته على التوثيق.
و لكنه مشكل؛ لما يتبادر منه إلى الذهن عند الاطلاق، من كون الرجل إمامياً شيعياً،
غير عامّي. فلا يفيد المدح، فضلًا عن التوثيق.