و
قد سبق البحث عن مدلول هذا التعبير. و قلنا هناك: إنّه لا يفيد في نفسه التوثيق و
التعديل، بل غاية مدلوله المدح و حسن حال الرجل. و عليه فيكون من ألفاظ المدح، نعم
إذا ثبت كون الرجل من المشايخ المعروفين المشهورين بين الأصحاب و مورد اعتنائهم.
يكون ذلك كاشفاً عن عدالته، بل جلالته، كما سبق.
منها:
قولهم: «لا بأس به» 0
وقع
الخلاف في مدلوله. فقال بعضٌ بدلالته على المدح، و آخرُ بدلالته على التوثيق، و
ثالثٌ بعدم دلالته حتى على المدح. و الأقوى هو الأوّل.
أما
التوثيق، فقد يستشهد لدلالته عليه بقول الصادق عليه السلام في حق حفص: «إنّه ثقة
لا بأس به»[1] و فيه:
أنّ لفظ الثقة في كلامه عليه السلام قرينة على إرادة التوثيق من نفي البأس. هذا،
مضافاً إلى أنّ زمان مشايخنا الرجاليين متأخر عن عصر الأئمة عليهم السلام بقرون،
فلا ملازمة بينهما في ظواهر الألفاظ و مداليلها. و الذي يشهد له الوجدان أنّه لا
دلالة لهذا التعبير في عصرنا على التعديل و التوثيق؛ لعدم تبادرهما منه إلى الذهن
عند الاطلاق، نعم يمكن استفادة حسن حال الرجل و مدحه حسب اصطلاح علماء الرجال، و
لا يخالفه التبادر. فالأقوى أنّه لا يفيد أكثر من المدح. فينبغي عدّها من ألفاظ
المدح.