و يشهد لذلك
ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره بسنده عن ابن نباته قال: «توجّهت إلى
أميرالمؤمنين عليه السلام لأسلّم عليه، فلم ألبث أن خرج، فقمت قائماً على رجلي
فاستقبلته، فضرب بكفّه إلى كفّي، فشبّك أصابعه في أصابعي، ثمَّ قال لي: يا أصبغ بن
نباتة! قلت: لبّيك و سعديك يا أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال: إنَّ وليّنا ولىّ
اللَّه، فإذا مات كان في الرفيق الأعلى، و سقاه اللَّه من نهر أبرد من الثلج، و
أحلى من الشهد؛ فقلت: جعلت فداك و إن كان مذنباً؟ قال: نعم، أ لم تقرأ كتاب
اللَّه: اولئك يبدّل اللَّه سيّئاتهم حسنات و كان اللَّه غفوراً رحيماً»[1].
و
لا ريب أنّ المقصود من المُذنب من كان تائباً من ذنوبه؛ لوضوح عدم كون الفاسق
ولىَّ اللَّه. و على فرض شموله لغير التائب فغاية مدلول هذه الرواية حينئذٍ غفران
ذنوبه في الآخرة ببركة الولاية، و لا ينافي ذلك فسقه حال الحياة، فكيف يتخذه
الامام عليه السلام صاحب سرّه؟.
و
منها: قولهم: شيخ الطائفة، أو من أجلّائها، أو معتمدها و كثير المنزلة 0
و
اختُلف في دلالة هذه التعابير على التعديل و التوثيق. و الأقوى دلالتها على ذلك. و
لَنعم ما قال المحقق المامقاني قدس سره: «و بالجملة كيف يرضى منصفٌ بأن يكون شيخ
الطائفة في أمثال المقامات فاسقاً»[2]، و ما قال
الشيخ عبدالصمد- والد الشيخ البهائي قدس سره-: «و أما نحو شيخ هذه الطائفة و
عميدها و وجهها و رئيسها و نحو ذلك، فقد استعمله أصحابنا في من يستغني عن