و منها:
السفارة من الامام الحجة «عجّلاللَّه تعالى فرجه الشريف» فانه أمارة على العدالة،
بل الجلالة، بلا ريب. و كذا إذن الامام أحداً في الفتوي أو الحكم، كقول أبي جعفر
عليه السلام لأبان بن تغلب: «اجلس مسجد المدينة و أفت للناس؛ فاني أحبُّ أن يُرى
في شيعتي مثلك».[1]
و
مثله ما ورد في نهج البلاغة فيما كتب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى قُثم بن عباس:
«و اجلس لهم العصرين، فأفت المستفتي و علِّم الجاهل و ذاكِر العالم».[2]
و
منها: حبّ النبي صلى الله عليه و آله و الامام عليه السلام أحداً بشخصه، إذا ثبت
بدليل معتبر.
و
منها: كون الرجل من شهداء كربلاء، فلا ريب في أماريتها على الوثاقة و العدالة بل
الجلالة، إلا من سبق منه ظلم ثم تاب فاستشهد، مثل الحرّ الرياحي قدس سره، فانّ
نيله إلى مقام الشهادة و وصله إلى الدرجات العالية من القرب و المنزلة عنداللَّه،
لا ينافي عدم وثاقته أو عدالته قبل التوبة، كما لا يخفى.
ثم
إنّ للوحيد البهبهاني كلاماً نافعاً في المقام، لا يخلو نقله عن فائدة قال قدس
سره: «اعلم أنّ الأمارات و القرائن كثيرة. و من القرائن الموجبة لحجية الخبر وقوع
الاتفاق على العمل به، أو على الفتوى به. أو كونه مشهوراً بحسب الرواية أو
الفتوى. أو مقبولًا- مثل مقبولة عمر بن حنظلة- أو موافقاً للكتاب أو السنة أو
الاجماع أو حكم العقل أو التجربة؛ مثل ما ورد في خواصّ الآيات و الأعمال و الأدعية
التي خاصيتها مجرّبة؛ مثل قراءة آخر الكهف للانتباه في الساعة التي تُراد و غير
ذلك. أو يكون في متنه ما يشهد بكونه من الأئمة عليهم السلام؛ مثل خطب نهج البلاغة
و نظائرها، و الصحيفة
[1] -/ الوسائل: ج 20، ص 116 و رجال النجاشي: ص 10 و
فهرست الشيخ: ص 17.