عملوا بجميع
رواياته. نعم، عملهم ببعض روايات شخصٍ لايكشف عن وثاقته، لما عُلِم من ديدنهم من
الاتكال على قرائن عديدة في الحكم بصحة الروايات و العمل بها.
فرُبّ
رواية حكموا بصحتها و عملوا بها؛ لأجل القرائن المورثة لوثوقهم بصدورها، من دون
اختصاص ذلك براوٍ دون آخر. فلا دافع لاحتمال كون عملهم ببعض روايات شخصٍ من هذا
الباب. و من هنا لا يكشف عملهم حينئذٍ عن وثاقة الراوي. و هذا بخلاف ما إذا عملوا
بجميع روايات شخصٍ و جُلِّها. فانه يوجب الوثوق النوعي بأنَّ ذلك لأجل اعتمادهم
عليه. و يكشف كشفاً ظنيّاً عن كونه مأموناً من الكذب و موثوقاً بروايته عندهم. و
لازم ذلك كون عملهم بروايات شخص من أمارات وثاقته.
منها: قول العدل: حدّثني بعض أصحابنا
يستفاد
من كلام المحقق (صاحب الشرايع) أنّ قول العالم المحدّث:
«أخبرني
بعض أصحابنا» من أمارات الوثاقة و العدالة. حيث قال قدس سره: «إذا قال: أخبرني بعض
أصحابنا، و عنى الإماميّة، يُقبَل، و إن لم يصفه بالعدالة، إذا لم يصفه بالفسوق؛
لأنّ إخباره بمذهبه شهادة بأنّه من أهل الأمانة و لم يُعلم منه الفسوق المانع من
القبول. فان قال: عن بعض أصحابنا، لم يُقبل لإمكان أن يعني نسبته إلى الرواة أو
أهل العلم، فيكون البحث فيه كالمجهول».[1]
و
قد أشكل عليه أبو علي الحائري في منتهى المقال[2]
بقوله: و فيه نظر. و