المعاصرين
لابن تيمية قد جرّوه إلى المحاكمة. ولمّا صار مجاباً محكوماً بالحوار والبحث،
حكموا عليه بنفي البلد والسجن. وقد عُرف في زمانه رجلًا منحرفاً عن الشريعة، بل
مرتدّاً عن الإسلام وخارجاً عن الدين الحنيف[1].
ثم
جاء محمد بن عبدالوهاب بعد مضي قرون (من سنة 1160- 1207 ه ق) و أسّس الفرقة
الوهابية على أساس المصانعة والتباني السياسي مع رؤساء بعض الدول والحكومات. وبهذا
التباني السياسي المذهبي شيّدوا أركان حكومتهم، ومهّدوا ووطّؤا مقدمات سيطرتهم على
المسلمين.
وفي
هذا الكتاب تشاهدون أنّ زعماءَ هذه الفرقة قد أسّسوا مسلكهم على أساس عدم الاعتناء
بروايات أهل الصحاح والمسانيد والسنن من أكابر المحدّثين وأعاظم علماء العامة.
وتلاحظون
في هذا الكتاب أنّهم كيف خالفوا فتاوى قاطبة فقهائهم وآراء أكابر علمائهم
ومحدّثيهم؟!
و
تعرفون أنّهم كيف اتّهموا فِرَق المسلمين بالشرك والإلحاد والكفر بوجوه واهية. وقد
غفلوا عن أنّ فرية الشرك والكفر على واحدٍ من المسلمين ذنب كبير موبق، فضلًا عن
الافتراء على جماعة، بل ملّة من ملل المسلمين بذلك.
[1] البداية والنهاية: ج 14، ص 4 و 26 و 52/ المنهل
الصافي والمستوفي بعد الوافي: ص 340/ مرآة الجنان: ج 4، ص 277