الضرورة
قاضية ببطلان الاتّحاد فانّه لا يعقل صيرورة الشيئين شيئاً واحداً وخالف في ذلك
جماعة من الصوفية من الجمهور، فحكموا بأنه تعالى يتّحد مع أبدان العارفين حتى
تمادى بعضهم قال إنّه تعالى نفس الوجود وكلّ موجود هو اللَّه تعالى وهذا عين الكفر
والإلحاد.
الحمد
للَّهفضّلنا باتّباع أهل البيت دون أهل الأهواء الباطلة»[1].
وقال:
«و من المعلوم القطعي أنّ الحال مفتقر إلى المحلّ والضرورة قضت بأن كلّ مفتقر إلى
الغير ممكن، فلو كان اللَّه تعالى حالًاّ في غيره لزم إمكانه، فلا يكون واجباً
وهذا خلف.
وخالفت
الصوفية من الجمهور في ذلك وجوزوا عليه الحلول في أبدان العارفين تعالى اللَّه عن
ذلك علوّاً كبيراً.
فانظروا
إلى هؤلاء المشايخ الذين يتبرّكون بمشاهدهم كيف اعتقادهم في ربّهم وتجويزهم عليه
تارة الحلول واخرى الاتّحاد وعبادتهم الرّقص والتصفيق والغناء؟ وقد عاب اللَّه
تعالى على الجاهلية الكفّار في ذلك فقال عزّ من قائل: «و
ماكان صلاتهم عند البيت إلّامكاء وتصدية[2]»
وأي تغفل أبلغ من تغفل من يتبرّك بمن
[1] نهج الحق وكشف الصدق: ص 57، ودلائل الصدق: ج 1، ص
241