الفرار من
الباطل إلى الحقّ، و الانطلاق من قيود الضلالة، و النجاة من ورطة الهلاكة، و
الهداية إلى الرشاد و الفلاح.
الغرض
الأساسي من تشريعها
و
في الحقيقة تكون هذه القاعدة بصدد ترغيب غير المسلمين في قبول الإسلام و انتحاله،
و أن لا يخافوا من الأقوال و الأفعال الّتي صدرت عنهم في حال كفرهم، كما يشهد لذلك
ما ورد من النصوص الدالّة على مضمونها؛ مثل قضيّة شفاعة أمّ سلمة لأخيها عبد اللّه
بن أبي أميّة، و ما نقل في خوف هبار بن أسود و مغيرة بن شعبة ممّا فعلاه في حال
الكفر، و قضية شفاعة عثمان لأخيه ابن أبي سرح.
ففي
تفسير عليّ بن إبراهيم القمي، في قوله تعالى: وَ
قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً
إلى آخره، قال: «فإنّها نزلت في عبد اللّه بن أبي أميّة أخي أمّ سلمة- رحمة اللّه
عليها- و ذلك أنّه قال هذا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بمكّة قبل الهجرة،
فلمّا خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى فتح مكّة استقبله عبد اللّه بن
أبي أميّة، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فلم يردّ عليه السلام،
فأعرض عنه و لم يجبه بشيء. و كانت أخته أمّ سلمة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله فدخل إليها و قال: يا أختي إنّ رسول اللّه قبل إسلام الناس كلّهم و ردّ عليّ
إسلامي و ليس يقبلني كما قبل غيري، فلمّا دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
على أمّ سلمة، قالت: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه سعد بك جميع الناس إلّا أخي من
بين قريش و العرب رددت إسلامه و قبلت الناس كلّهم؟
فقال
صلّى اللّه عليه و آله: يا أمّ سلمة، إنّ أخاك كذّبني تكذيبا لم يكذّبني أحد من
الناس، هو الّذي قال لي: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا
مِنَ الْأَرْضِ- إلى آخر الآيات- قالت أمّ سلمة: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله أ لم تقل: إنّ الإسلام يجبّ ما كان قبله؟ قال صلّى اللّه
عليه و آله: نعم، فقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إسلامه».[1]