بمشيئة نفسه
و عن حرية تكوينية. و ليتمّ الشارع لطفه و رأفته في حقّ العباد.
و
كيف يقرّر على عباده ما يوجب الضيق و الحرج و هو أرحم الراحمين، بل أرأف بالإنسان
من والديه؟! كما قال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ
الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ[1].
و
ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[2].
و
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ[3].
و
ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لكِنْ يُرِيدُ
لِيُطَهِّرَكُمْ.[4]
و
من هنا سمّي الدين الاسلامي بالشريعة السمحة السهلة، رغم ما يدّعيه المخالفون و
يفترونه على الإسلام بأنّه دين التضييق و التعصّب و الخشونة.
منصّتها
الخطيرة في النصوص و كلمات الفقهاء
إنّ
لهذه القاعدة جذرا عميقا في النصوص الصادرة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أهل
بيته المعصومين عليهم السّلام و يكشف ذلك عن منصّتها الوثيقة الخطيرة.
و
كفى في قدم سابقتها احتجاج أمّ سلمة (رحمها اللّه) بحديث الجبّ على النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله حينما امتنع عن قبول إسلام عبد اللّه بن أبي أميّة أخي أمّ سلمة،
و قبول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله منه ذلك. و إن كان امتناعه صلّى اللّه عليه و
آله من قبول إسلامه بداية لحكمة و مصلحة، مع انتباهه صلّى اللّه عليه و آله بهذا
الحديث.
و
ما ورد بطريق العامّة من احتجاج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بهذا الحديث في
قضيّة استحياء ابن أبي سرح بذكر ما جرى بينه و بين النبيّ صلّى اللّه عليه و آله
بعد إسلامه بشفاعة أخيه عثمان، و قضيّة خوف هبار بن أسود ممّا فعله في الجاهلية.
و
أمّا الفقهاء فأوّل من رأيته تمسّك بمضمون هذه القاعدة هو الشيخ الطوسي في مسألة
سقوط الجزية عن الكافر الذمّي بإسلامه. فإنّه استدلّ لذلك