من
كان له أقلّ معرفة بشريعة الإسلام لا يرتاب في أنّها دين الرشد و الكمال و الرحمة
و اليسر. و ذلك لأنّ مشرّعها و مقنّن أحكامها هو خالق الناس و ربّهم الحكيم
الرءوف. و مقتضى ربوبيته و حكمته و رأفته تعالى أن يكون ما جعله و شرّعه من
القوانين و الأحكام الشرعية في جهة رشد الإنسان و كماله و على أساس الرحمة و الرأفة.
فإنّه تعالى يريد أن يعيش الإنسان بسلامة و نشاط و راحة و رغدة مبتعدا عن الآثام و
السيئات و القبائح؛ لكي يكون له في ضوء هذه القيم الخلقية المتعالية حياة طيّبة،
كما قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً.[1]
و
لأجل تحقّق هذا المهمّ رفع اللّه الضيق و الحرج و العسر. و لم يجعل أحكاما محرجة
شاقّة، لكي يكون الإنسان مختارا في أفعاله و أن يكون فعله و تركه