ما ظنّنا بك
و ما قيل فيك. فقلت: و أيّ شيء ذلك؟ قالوا اتبعناك حين قمت إلى الصلاة و نحن نرى
أنّك لا تقتدي بالصلاة معنا، فقد وجدناك قد اعتددت بالصلاة معنا و صلّيت بصلاتنا،
فرضي اللّه عنك و جزاك خيرا. قال: قلت لهم: سبحان اللّه أ لمثلي يقال هذا؟ قال:
فعلمت أنّ أبا عبد اللّه عليه السّلام لم يأمرني، إلّا و هو يخاف على هذا و شبهه».[1]
فإن
قوله: «و هو يخاف على هذا و شبهه» صريح في مورد الاضطرار و الخوف على النفس. و كذا
يدلّ عليه قول إسحاق: «فلا يمكنني أن اؤذّن و أقيم و أكبّر» في سؤاله.
و
يشعر بذلك موثّقة عمّار الساباطي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث، قال:
«و
اعلموا أنّ من صلّى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستترا بها من عدوّه في وقتها
فأتمّها، كتب اللّه تعالى له خمسين صلاة فريضة في جماعة، و من صلّى منكم صلاة
فريضة وحده مستترا بها من عدوّه في وقتها فأتمّها، كتب اللّه تعالى له بها خمسا و
عشرين صلاة فريضة وحدانية ... و يضاعف اللّه عز و جل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن
أعماله و دان بالتقية على دينه و إمامه و نفسه و أمسك من لسانه أضعافا مضاعفة، إنّ
اللّه عزّ و جلّ كريم».[2]
فإنّ
التعبير بقوله: «مستترا من عدوّه» و «دان بالتقية على دينه و إمامه و نفسه» لا
يخلو من إشعار بالتقية الخوفية.
و
مثله خبر عليّ بن سعد البصري[3]؛ نظرا إلى
فرض كون جميع أهل المسجد و إمامهم ناصبيا و أمر الإمام عليه السّلام بالصلاة خلفهم
و احتسابها، مع ما ثبت عنهم عليهم السّلام من عدم الاعتداد بالصلاة خلف الناصبي.
و
تؤيّد ذلك موثّقة أخرى لعمّار الساباطي قال: «قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:
أخاف أن أقنت و خلفي مخالفون، فقال عليه السّلام: رفعك يديك يجزي يعني رفعهما
كأنّك تركع».[4]